الفائدة الثالثة: إثبات رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - لقوله:{مَا عَلَى الرَّسُولِ}.
الفائدة الرابعة: تحذير المُبَلَّغِينَ من المخالفة، لقوله:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} فإن إخباره بعلمه بعد أن قال: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ} فيه التهديد والوعيد على من خالف.
الفائدة الخامسة: سعة علم الله وعمومه، لقوله:{مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} وهذا عام للأمة كلها، و"ما": هنا كما هو معروف اسم موصول يشمل القليل والكثير.
الفائدة السادسة: أن أعمال العباد تنقسم إلى قسمين: قسم يبدو للناس وقسم لا يبدو، لقوله:{مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}.
فإن قال قائل: هل الأفضل للإنسان أن يبدي ما عمل أو أن يكتم ما عمل؟ قلنا: إن كل ذلك خير؛ لأن الله مدح الذين ينفقون أموالهم سرًّا وعلانية، ولكن أيهما أفضل؟ ينظر للمصالح، إن كانت المصلحة في الإعلان أعلن، وذلك كإنسان يقتدى به ويتأسى به فالأفضل أن يعلن حتى يتأسى الناس به، ويعرفوا أن هذا حق، ويكون بذلك إمامًا لمن اتبعه، وإذا كان الإخفاء خيرًا فالإخفاء أفضل كما لو تصدق إنسان على شخص متعفف لا يحب أن يطلع عليه، فهنا الأفضل الإسرار، وإن تساوى الأمران والغالب أنهما لا يتساويان من كل وجه، لكن على فرض أنهما تساويا من كل وجه فالإسرار أفضل؛ لأنه أدل على الإخلاص وأقرب إلى الإخلاص.
الفائدة السابعة: الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان ليس له إرادة، وهذا مأخوذ من قوله: {مَا تُبْدُونَ وَمَا