نكتم شهادة الله، أي: الشهادة التي حملنا الله إياها على ما حصلت به الوصية، {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ} يعني: إن كتمنا شهادة الله لمن الآثمين، والجملة هنا مؤكدة بمؤكدين وهما: إن، والسلام، ومعنى {لَمِنَ الْآثِمِينَ}: أي: من الواقعين في الإثم، وإنما يقولان ذلك زيادة في التوكيد أنهما شهدا بحق. قوله:{فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا}، يعني: تبين أنهما {اسْتَحَقَّا إِثْمًا} وذلك بشهادة الزور، أي: تبين أن شهادتهما زور وكذب، {فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} يعني: في الشهادة ليردا شهادتهما، من أين هذان الآخران؟ يقول:{مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ}؛ لأن الشهادة بالوصية تستلزم أن يؤخذ من نصيب الورثة لمن أُوْصِي له، فيكون ما شهد به الأولان مستحقًّا على هؤلاء الورثة، وقوله:{الْأَوْلَيَانِ} يعني: هما الأوليان، يعني أولى الناس بإرث هذا الذي شُهِدَ على وصيته، {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ} أي: الشاهدان اللذان هما من ورثة الموصي {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا}(اللام) في قوله: {لَشَهَادَتُنَا} واقعة في جواب القسم.
ما هي شهادتهما؟
شهادتهما: نفي هذه الوصية، وشهادة الأَوَّلَين إثبات الوصية، {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} وإذا كانت أحق لزم أن تبطل شهادة الشاهدين الأولين، وهما كما قررنا أولًا ليسا مُسْلِمَين، بل هما من غيرالمسلمين، {وَمَا اعْتَدَيْنَا} يعني: ما اعتدينا في الاعتراض وإبطال الشهادة، {إِنَّا إِذً} يعني: إن اعتدينا، {لَمِنَ الظَّالِمِينَ}؛ لأن شهادتهما استلزمت شيئين: