ثم قال ابن كثير رحمه الله:" {مِنْكُمْ} أي: من المسلمين، قاله الجمهور، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:{ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} قال: من المسلمين، رواه ابن أبي حاتم، ثم قال: وروي عن عَبيدة وسعيد بن المسيب والحسن ومجاهد ويحيى بن يعمر والسدي وقتادة ومقاتل بن حيان وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو ذلك.
وقال ابن جرير: وقال آخرون عني ذلك {ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} أي: من حي الموصي، وذلك قول روي عن عكرمة وعبيدة وعدة غيرهما، وقوله:{أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} ".
[لا شك أن القول الأول متعين؛ لأنه يخاطب المؤمنين يقول:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} يخاطب المؤمنيين، وليس يخاطب حي الذي وقعت فيهم القضية].
ثم قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله:{أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ}: "قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال حدثنا سعيد بن عون، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} قال: من غير المسلمين، يعني: أهل الكتاب، ثم قال: وروي عن عبيدة وشريح".
[قوله: يعني: "أهل الكتاب" فيه نظر، والصواب: أنه شامل لأهل الكتاب وغيرهم؛ لأن كل من ليس بمسلم فهو من غيرنا].
ثم قال ابن كثير رحمه الله: "وروي عن عَبِيدَة وشريح وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين ويحيى بن يعمر وعكرمة