للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود ... هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود .... أتمنّى أنّني أدري ولكن ... لست أدري!

وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟ ... هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور

أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير ... أم كلانا وأقف والدّهر يجري؟ لست أدري!

أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويّا ... أتراني كنت محوا أم ترأني كنت شيّا

ألهذا اللّغز حلّ أم سيبقى أبديّا ... لست أدري ... ولماذا لست أدري؟ ... لست أدري!

أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور ... فحياة فخلود أم فناء ودثور

أكلام النّاس صدق أم كلام الناس زور ... أصحيح أنّ بعض الناس يدري؟ .. لست أدري!

إن أكن أبعث بعد الموت جثمانا وعقلا ... أترى أبعث بعضا أم ترى أبعث كلاّ

أترى أبعث طفلا أم ترى أبعث كهلا ... ثمّ هل أعرف بعد الموت ذاتي؟ ... لست أدري!

أنا لا أذكر شيئا من حياتي الماضية ... أنا لا أعرف شيئا من حياتي ألآتية

لي ذات غير أني لست لأدري ما هيه ... فمتى تعرف ذاتي كنه ذاتي؟ لست أدري!

إنّني جئت وأمضي وأنا لا أعلم ... أنا لغز مبهم وذهابي كمجيئي طلسم

والّذي أوجد هذا اللّغز لغز مبهم ... لا تجادل ذو الحجى من قال إنّي ... لست أدري! (١)

فهذه جملة من مقطوعة طويلة، ضمنها قائلها جملة من التساؤلات التي حيرته، فهي أسئلة سجلت أفكار المنحرفين الضائعين التائهين، وبينت مدى اضطرابهم وقلقهم، وولدت لديهم شقاء لا ينتهي، وعذابا لا ينقضي. ... فهؤلاء وأمثالهم، يعيشون في جحيم لا يُطاق، ولذا فهم لا يعرفون لحياتهم معنى، ولا لأعمالهم مغزى؛ لأنهم لم يُذعنوا لداعي الفطرة، ولم يُسلموا لنصوص الشريعة.


(١) انظر: موقع الأدب على الشبكة العنكبوتية في الإنترنت: www.adab.com

<<  <   >  >>