للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي هذه القصة: تنبيه على المعاد، وأنه كائن لا محالة (١)، واحتجاج على المنكرين للبعث، فدلهم عليه بإحياء الموتى في الدنيا (٢).

قال ابن كثير:" وكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة " (٣).

(ء) وقال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٥٩)} [البقرة:٢٥٩].

آية عظيمة من آيات الله عز وجل الشاهدة على كمال القدرة، تفيد علماً جازماً قاطعاً بأن الذي يقدر على إحياء الرحم عن الرحم الحيواني، لقادر على إحياء النفس الميتة (٤)، فهذا الرجل جرت عليه هذه الأحداث المشاهدة، فأخبر عن نفسه عندما عاين من قدرة الله تعالى في إحيائه الموتى، فتيقن ذلك بالمشاهدة فأقر أنه يعلم أن الله على كل شيء قدير، أي: أعلم أن هذا الضرب من العلم الذي لم أكن أعلمه على معاينه (٥).

(هـ) وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى .... } [البقرة:٢٦٠].


(١) أبو حيان: البحر المحيط، دار الفكر - بيروت، ١٤٢٠ هـ، ت: صدقي جميل، (٢/ ٥٥٩).
(٢) ابن الجوزي: زاد المسير، ت: عبدالرزاق المهدي، ص (١/ ٢٢٠).
(٣) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ت: سامي سلامة (١/ ٦٦١).
(٤) الراغب الأصفهاني: تفسير الراغب الأصفهاني (١/ ٥٤٤).
(٥) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٩٦).

<<  <   >  >>