للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام ابن كثير: "وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه أشرف خلق الله، وأكرم الرسل على الله، وبعثه الله بشرع كامل عظيم، لم يعطه نبي قبله، ولا رسول من الرسل، فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه، ما لا يقوم الكثير من أعمال غيرهم مقامه " (١).

وقد قامت الدلائل الشرعية، على شرف هذه الأمة، يقول الإمام فخر الدين:" أن من كانت معجزاته أظهر يكون ثواب أمته أقل.

قال السبكي: إلا هذه الأمة، فإن كانت معجزات نبيها أظهر، وثوابها أكثر من سائر الأمم " (٢).

ومن الأدلة الشرعية على إثبات أولية هذه الأمة لدخول الجنة:

ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ «(٣).

وبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أول زمرة من أمته تدخل الجنة فقال: أَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْ أُمَّتِي تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً «(٤).

يقول الإمام البغوي:"يريد: نحن الآخرون خروجاً في الدنيا، السابقون في الفضل والكرامة يوم القيامة" (٥).

ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ «(٦).


(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ت: سامي سلامة (١/ ٣٩٩)
(٢) القسطلاني: المواهب اللدنية، المكتبة التوفيقية - القاهرة: (٢/ ٤٠٥)
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة ح (٨٥٥).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة صفة نعيمها وأهلها، باب أول صورة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ح (٢٨٣٤) دار إحياء التراث العربي - بيروت، ت: محمد فؤاد عبد الباقي.
(٥) البغوي: شرح السنة، المكتب الإسلامي - دمشق، ط ٢ - ١٤٠٣ هـ (٤/ ٢٠١)
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب فرض الجمعة ح (٨٧٦).

<<  <   >  >>