للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام ابن بطال:" السابقون يعني: أن أمته يسبقون سائر الأمم بالدخول في الجنة" (١).

ويقول الإمام ابن الجوزي:" المعنى: نحن السابقون في الزمان، السابقون في دخول الجنة " (٢).

وهم السابقون في الفضل والكرامة على الله تعالى، فسبق هذه الأمة شامل لكل المواقف، فإنهم أول من يحاسب يوم القيامة، ومن يجوز على الصراط ومن يدخل الجنة (٣).

يقول الإمام ابن القيم:" هذه الأمة أسبق الأمم خروجاً من الأرض وأسبقهم إلى أعلى مكان في الموقف، وأسبقهم إلى ظل العرش، وأسبقهم إلى الفصل والقضاء بينهم، وأسبقهم إلى الجواز على الصراط، , وأسبقهم إلى دخول الجنة، فالجنة محرمة على الأنبياء حتى يدخلها محمد، ومحرمة على الأمم حتى تدخلها أمته" (٤).

وأورد الإمام العراقي سؤالاً على الحديث مفاده:" فإن قلت: كون هذه الأمة آخر الأمم أمر واضح، فما فائدة الإخبار به؟

قلت: يحتمل أنه ذُكر توطئة لوصفهم بالسبق يوم القيامة، وأنه لا يتخيل من تأخرهم في الزمن، تأخرهم في الحظوظ الأخروية، بل سابقون لها ويحتمل أن يراد بذلك: الدلالة على أنهم آخر الأمم، وأن شريعتهم باقية إلى آخر الدهر، مادام التكليف موجوداً، فسائر الأمم وإن سبقوا لكن انقطعت شرائعهم ونسخت، بخلاف هذه الأمة، فإن شريعتها باقية مستمرة، وهذا الاحتمال أمكن من الأول؛ لأنه يكون حينئذ في وصفهم بالآخرية شرف، كما أن وصفهم بالسبق شرفاً، وعلى الأول يكون مجرد ذكره توطئة" (٥).


(١) ابن بطال: شرح صحيح البخاري، مكتبة الرشد - الرياض، ط ٢ - ١٤٢٣ هـ (٢/ ٤٧٥).
(٢) ابن الجوزي: كشف المشكل، دار الوطن - الراياض، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (٣/ ٤١١).
(٣) ابن رجب: فتح الباري، مكتبة الغرباء - المدينة النبوية، ط ١ ١٤١٧ هـ (٨/ ٧١).
(٤) ابن القيم: حادي الأرواح، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤٠٣ هـ، ص (١١٣).
(٥) العراقي: طرح التثريب، مكتبة الباز - مكة، ط ١ ١٤٢٤ هـ (٣/ ١٥٣).

<<  <   >  >>