للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على النهر في الفردوس تحيا بمائه كحب حميل السيل إذا جاء يطفح (١) والقضية الثانية التي اشتمل عليها كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية، قوله: "ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشئ لها أقواماً فيدخلهم الجنة" (٢).

ما ذكره الإمام ابن تيمية حق، دلت عليه نصوص السنة المطهرة، وهذا الكرم من الرب سبحانه وتعالى المنصوص عليه في الأحاديث الشريفة، في خلق أقوام ليدخلهم جنته سبحانه وتعالى، مداره أمران:

(أ) ما وعد به جل وعلا الجنة والنار من ملئهما، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ: فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الجَنَّةُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا «(٣).


(١) عبد العزيز السلمان: مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية، ط ١٢ ١٤١٨ هـ، ص (١١٩).
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة النبوية (٣/ ١٤٨).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله (وتقول هل من مزيد) ح (٤٨٥٠)، وأخرجه مسلم في صحيحه كتبا صفة الجنة ونعيمها وأهلها ح (٢٨٤٦).

<<  <   >  >>