للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكما أن أكثرهم صوابا في السمعيات، أقربهم لطريقة السلف؛ إذ العقل الصريح، لا يخالف السمع الصحيح، بل يصدقه ويوافقه (١).

وعدَّ الإمام ابن القيم هذا القانون الفاسد طاغوتا؛ لما جر على الأمة من الويلات والتبعات، ولذا كسر هذا الطاغوت بمئتين وأربعين وجها، ومع ذلك فهو يقول: " وقد أشفى شيخ الإسلام في هذا الباب بما لا مزيد عليه وبيَّن بطلان هذه الشبهة، وكسر هذا الطاغوت في كتابه الكبير - درء تعارض العقل والنقل -، فنحن نشير إلى كلمات يسيرة هي قطرة من بحره " (٢).

٣ - التصنيف العقدي عند المتكلمين:

إن الناظر في تآليف المتكلمين في العقائد، يجد أنهم يُقسمون العقائد إلى ثلاثة أقسام:

(الإلهيات - النبوات - السمعيات)

فيبدأ المتكلمون تصانيفهم العقدية بالحديث عن الإلهيات، وهي تُعنى بتقرير أمور تسبق إثبات النبوة، كإثبات أن الله سبحانه وتعالى واجب الوجود بذاته والدليل على ذلك، ثم إثبات توحده، وهو كونه واحدا والدليل عليه، فمتى ثبتت هذه القضايا، ساغ للنبي أن يقول إنه مرسل من ربه، فيبلغ شرعه، مع إتيانه بالمعجزة. ثم يُفصلون في السمعيات، وهي كل ما يتعلق بتفاصيل الآخرة والعجب أنهم " في باب الإلهيات والنبوات لا يقبلون نصوص الكتاب والسنة ولذلك لن تجد في هذين البابين إلا الشبه العقلية المركبة وفق القواعد المنطقية وأما باب السمعيات - أي: البعث والحشر، والجنة والنار، والوعد والوعيد - فهم يقبلون فيه النصوص الشرعية " (٣).

وهذا الترتيب في التصنيف العقائدي عند المتكلمين مبني على أمرين:


(١) ابن تيمية: شرح الأصفهانية: ص (٥٥).
(٢) ابن القيم: مختصر الصواعق المرسلة: ص (١٠٩).
(٣) التميمي: معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات:: ص (٧٣)

<<  <   >  >>