للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- أن هذه النظرية مبنية على أسس متهالكة، لا قوام لها. ولذا أصبح المتكلمون أنفسهم في حيرة تجاه هذه النظرية، وقد صرح إمام الحرمين الجويني، بأن هذه المسألة من محارات العقول (١)، هذا جانب، وجانب آخر وهو أن أذكياء الطوائف من هؤلاء المتكلمين قد توقفوا في آخر أمرهم عن إثبات الجوهر الفرد؛ قال الإمام ابن تيمية: " وأذكياء المتأخرين، مثل أبي الحسين البصري، وأبي المعالي الجويني، وأبي عبدالله الرازي، كانوا متوقفين في آخر أمرهم في إثبات الجوهر الفرد " (٢)، وقال في موضع آخر: " ثم هؤلاء الذين ادعوا توقف الإيمان بالله واليوم الآخر على ثبوته، قد شكوا فيه، وقد توقفوا في آخر عمرهم كإمام المتأخرين من المعتزلة أبي الحسين البصري وإمام المتأخرين من الأشعرية أبي المعالي الجويني، وإمام المتأخرين من الفلاسفة والمتكلمين أبي عبد الله الرازي " (٣).

فهؤلاء الذين حاروا في هذه مسألة الجوهر الفرد " توقفوا فيها تارة، وإن كانوا قد يجزمون بها أخري، فإن الواحد من هؤلاء تارة يجزم بالقولين المتناقضين في كتابين أو كتاب واحد، وتارة يحار فيها، مع دعواهم أن القول الذي يقولونه قطعي برهاني عقلي لا يحتمل النقيض " (٤).


(١) ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (٣/ ٢٠٣ - ٤/ ١٣٢)، ابن تيمية: منهاج السنة: (٢/ ٥٦٩ - ٥٧٥)
(٢) ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (٣/ ٢٣٠ - ٤/ ٣٩١) ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (٨/ ٣٢١)
(٣) ابن تيمية: بيان تلبيس الجهمية: (٢/ ٢٥١).
(٤) ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل: (١/ ١٥٨).

<<  <   >  >>