للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢١ - أن اتباع الشهوات وتقديم داعي الهوى على داعي الإيمان، والاستجابة لداعي الشيطان، والحرص على النفوذ والسلطة، كلها أسباب حالت دون الإيمان بالمعاد عند منكري البعث، ولهذا استبعدوه، قال تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)} {إنهم يرونه بعيداً * ونراه قريباً} المعارج ٦ - ٧

٢٢ - تعلق منكرو البعث ببعض الشبه، فردوا بها الحق، وأنكروا بها المعاد، ومنها:

(أ) أنه لا دليل على البعث والمعاد.

(ب) أن البعث أسطورة تاريخية لا حقيقة له.

(ج) أن أمر البعث فرية لا صحة لها.

(د) الإنكار بذريعة أعادة الموتى.

(هـ) شبه التضاد بين طبيعة الموت وطبيعة الحياة.

(و) شبه تفرق الأعضاء والأجزاء في أنحاء العالم.

(ز) أن إعادة المعدوم مستحيلة.

(ح) أن الإعادة أمر خارج عن أمر القدرة.

(ط) أن المعاد أمر لا فائدة منه.

(ي) شبهة الآكل والمأكول.

(ك) أن البعث غيب غير محسوس، والإيمان لا يكون إلا بالمحسوس.

(ل) شبهة حركات الفلك.

٢٣ - أن العرب الذين بعث فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم -أنكروا البعث وجحدوه، وأنكروا بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن العقلية الجاهلية، لا تدرك إلا القيم المادية للأشياء، ولا تتصور العاقبة السيئة إلا تصوراً مادياً.

٢٤ - آمن بعض العرب بالبعث منهم: زهير بن أبي سلمى، وقس الإيادي، وأمية بن أبي الصلت، وجماعة غيرهم.

٢٥ - أن الديانة اليهودية كانت على الإيمان بالبعث والمعاد، وذلك قبل التحريف الذي طال كتابهم، أما بعد دخول أيدي العابثين المحرفين، فقد ظهر بوضوح خلوها عن الحديث عن الآخرة، إلا إشارات يسيرة.

٢٦ - أن الديانة النصرانية كانت على الإيمان بالبعث والمعاد، ولا زالت في مجمل المعتقد على التصور الصحيح للآخرة، إلا أن بعضهم أنكر النعيم الحسي في الجنة.

٢٧ - اتفق الفلاسفة على إنكار المعاد الجسماني، وذهب طائفة منهم إلى إنكار الروحاني والجسماني، وهم الفلاسفة الدهريون، وقالوا: إن ما أخبرت به الرسل من أمر المعاد، إنما هي أمثال مضروبة؛ لتفهيم المعاد العقلي.

٢٨ - اعتمد الفلاسفة في إنكارهم لحشر الأجساد، إلى بعض الشبه العقلية المتهافتة، منها:

<<  <   >  >>