للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال العلامة العثيمين: " وكثيراً ما يقرن الله الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر لأن الإيمان باليوم الآخر يحدو بالإنسان أن يعمل العمل الصالح، وأن يبتعد عن العمل السيء لأنه يؤمن أن هناك يوماً آخر يجازى فيه الإنسان المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته " (١)، وقال في موضع آخر: " ولهذا الله يقرن الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر دائما؛ لأن الإيمان بالله ابتداء، والإيمان باليوم الآخر انتهاء فتؤمن بالله، ثم تعمل لليوم الآخر الذي هو المقر " (٢)

وقال الشيخ عبد المحسن العباد: " جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين ذكر الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر في هذه الأمور الثلاثة؛ لأنَّ الإيمانَ بالله هو الأساسُ في كلِّ شيء يجب الإيمانُ به، فإنَّ أيَّ شيء يجب الإيمان به تابعٌ للإيمان بالله، وأمَّا الإيمانُ باليوم الآخر، ففيه التذكير بالمعَاد، والجزاء على الأعمال، إن خيراً فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ " (٣).

وقد رد الشيخ شهاب الدين الخفاجي على من ذهب إلى أنه لا تخصيص في مثل هذا الاقتران، فقال: " وما قيل: من أنه لا تخصيص هنا؛ لأنّ قوله: (بالله ... إلخ)، قسم منهم أو منه تعالى، عدول عن جادّة الصواب بلا داع كما لا يخفى، وما تكلفه لتوجيهه غنيّ عن الردّ. وكون الإيمان بالله، والحشر، والنشر أعظم المقاصد الاعتقادية وأجلها ظاهر، مع أنّ من آمن بالله على ما يليق بجلال ذاته، آمن بكتبه ورسله وشرائعه، ومن علم أنّ إليه المصير استعدّ لذلك بالأعمال الصالحة " (٤).


(١) العثيمين: تفسير سورة الواقعة:، ص (٣٧٢)، العثيمين: شرح رياض الصالحين: (٥/ ٥٢٧).
(٢) العثيمين: لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم (١٩٦)، بتاريخ ١٨/ ١٠/١٤١٩ هـ.
(٣) العباد: فتح القوي المتين: ص (٦٢).
(٤) شهاب الدين الخفاجي: حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي: (٧/ ٣٠٥).

<<  <   >  >>