للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا نعلم أن " الإيمان باليوم الآخر آكد أركان الإيمان، فهو آكد من الإيمان بالكتب، ومن الإيمان بالرسل، ومن الإيمان بالملائكة؛ لأن الخلاف في الإيمان بها قليل، بخلاف الإيمان باليوم الآخر، فإن المنكرين له كثير، ولما كان الأمر كذلك، جاءت الأدلة الكثيرة عليه " (١).

قال العلامة ابن أبي العز الحنفي: " الإيمان بالمعاد مما دل عليه الكتاب والسنة، والعقل، والفطرة السليمة. فأخبر الله سبحانه عنه في كتابه العزيز وأقام الدليل عليه، ورد على المنكرين، في غالب سور القرآن.

وذلك: أن الأنبياء كلهم متفقون على الإيمان بالله، فإن الإقرار بالرب عام في بني آدم، وهو فطري، كلهم يقر بالرب، إلا من عاند، كفرعون، بخلاف الإيمان باليوم الآخر، فإن منكريه كثيرون " (٢).

ولما كان الإيمان بالله تعالى أمرا فطريا، لا تستطيع الفطر السوية، ولا العقل السليم جحوده، سلَّم به الكثيرون. ولكن مع اجتماع النفس الأمارة بالسوء وغلبة الهوى والعناد، وفساد الاعتقاد، والرغبة في التفلت عن التكاليف الشرعية، وفقدان الوازع الإيماني، أنكر الكثير من الناس الإيمان بالمعاد، ولم يُسلِّموا به؛ ليسلموا من تبعات التسليم والقبول والانقياد بهذه القضية.

" ولذا فإن المناهج الأرضية الحديثة، لا وجود للمعالم الأخروية فيها فضلا عن مراعاتها. فالمناهج الإنسانية المعاصرة قامت على نظرة إلحادية في الأصل، تجعل الحياة الدنيا هي المستقر والمآل، والغاية التي تنتهي عندها حياة الفرد، فيسعى لتحقيق كل أمنياته، وأهدافه فيها " (٣).


(١) الجبرين: شرح الطحاوية: اللقاء (٦٣)، دون ذكر تأريخ اللقاء. ويراجع موقع الشيخ الرسمي على الشبكة العنكبوتية.
(٢) ابن أبي العز: شرح الطحاوية: ص (٤٠١).
(٣) علي حسن فرج: أهمية الإيمان باليوم الآخر، مقال في موقع الألوكة بتاريخ ١٩/ ٤/١٤٣١ هـ

<<  <   >  >>