(وَأَن مُجَدد الْمِائَة الَّتِى نَحن ... فِيهَا لَهو أَنْت بِلَا امتراء)
(وَأَنَّك لَا نرى لَك من مثيل ... وَلم تَرَ مثل نَفسك فِي المرائي)
(وَأَن شَرِيعَة الدَّين استنارت ... بِمَا سميت فِيهَا للْقَضَاء)
(أصَاب بك الْخَلِيفَة فرض عين ... عَلَيْك مضيّقاً وَقت الْأَدَاء)
فَلَو لم تقض بَين النَّاس طَوْعًا ... أثمت بِمَا جنحت إلى الآباء)
(جزيت عَن الْيَتِيم وَأمه والضعيف ... وَقَومه خير الْجَزَاء)
(أخذت لَهُم بحقهم فَبَاتُوا ... وَقد أمنُوا تعدي الأقوياء)
(وَطَائِفَة على قَاض ومفت ... ترادوها بِثَوْب الأعمياء)
(وَسَاعَة مَا أتتك فَككت مِنْهَا ... معماها بواضحة السناء)
(وَهَذَا ربح علمك فاستف خَيره ... فِي الِابْتِدَاء والانتهاء)
(وَلَا بَرحت سوارى الْغَيْث صنعاء ... مَا طرفتك حيافى الحواء)
(فإن تهْلك فَلَا شامت عَلَيْهَا ... عُيُون النَّاس بارقة الْحيَاء)
(وَلَا حملت عقيب الطُّهْر أنثى ... وَلَا ولدت غُلَاما ذَا ذكاء)
فأجبت عَن هَذَا النظم والنثر بقولي
من جمع أشتات الْفَضَائِل والفواضل وَبلغ فِي مجده إِلَى مَكَان يقصر عَنهُ المتطاول نور حدقة أَوَانه وإنسان عين زَمَانه من ضرب النَّجْم سرادقه دون مَكَانَهُ وخفي سِنَان السماك عِنْد سنا سنانه قريع أَوَانه فريع خلانه وأخدانه من أشاد بأبياته المشيدات شرعة الآداب وأحيا ببلاغته البليغة أَرْوَاح أموات رسوم الْكتاب فَهُوَ الْفَرد الْكَامِل ذاتا الْكل الْمُسْتَحق لنسبة جَمِيع الْفَضَائِل إِلَيْهِ أنعاتا
(لَيْسَ على الله بمستنكر ... أَن بِجمع الْعَالم فِي وَاحِد)