كيف:(وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً)" ٢٥٩/البقرة " فيدرك أن كيف هنا تفيد حمله علي التعجيب من هذا العمل المعجز، وهو إحياء الموتي أو من الطريقة العجيبة التي يتبعها في ذلك المولي جل وعلا، فلا يسعه إلا أن يمجده سبحانه ويكبر ذاته ويقول - كما قال القائل - أعلم أن الله علي كل شئ قدير.
ومثل هذا يقال في:(أَلَمْ تَرَى إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً)" ٤٥/الفرقان ".
٢ - يقرأ الكافر أو المحلد:(فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)" ١٣٧/آل عمران " فيرتجف قلبه، ويأخذ منه العجب كل مأخذ حينما يدرك ما حل بالأمم السابقة، التي كذبت رسلها فعاقبها الله بتدمير مساكنها والقضاء عليها بشتي الوسائل.
وإذا صدقت نظرته، وسلم تفيكره، أسرع إلي الإيمان بالله ورسوله، وحينئذ يتحقق الغرض من قول تعالي:(فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)" ١٣٧/آل عمران"
وأنتتري من هذه الآيات الكريمة أن التعجب يتعلق بحوادث حدثت فيما مضي للأمم السابقة.