للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي طائفة أخري من آي الذكر الحكيم نجد أن التعجب متعلق بما سوف يقع من حوداث، وذلك كما في: (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ) " ٢٥/آل عمران " أي: كيف تكون حال هؤلاء الكفار يوم الحساب؟ لا شك أنها حالة تدعو إلي التفكير الشديد الذي من شأنه أن يفضي إلي الإيمان والاستقامة ليكون الجزاء حسنا يوم القيامة.

٣ - نجد في بعض الآيات الكريمة أن التعجيب يكون من عمل شائن، أو خلق ذميم أو ذنب عظيم، وذلك لاستنكاره والحث علي عدم الإقدام عليه، أو علي الإقلاع عنه، وذلك كما في: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ) " ٢٨/البقرة" يدعوهم سبحانه إلي التعجب من كفرهم بالله، وهم يعلمون أنه هو الذي أحياهم بعد موت، وأنه هو الذي يميتهم ويحييهم ثم يرجعهم إليه ليحاسبهم يوم القيامة، وهذا بمثابة استنكار شديد لكفرهم ومطالبتهم أن يثوبوا إلي رشدهم فيؤمنوا بالله ورسوله.

٤ - وقد يكون التعجيب من أمر لا ينبغي أن يحدث أو يستبعد حدوثه وآية أن يكون التعجيب في معظم هذه الحالات بمعني النفي أو النهي.

وذلك كقوله: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ) " ٨٦/آل عمران " فقد جرت عادته سبحانه ألا تفعل ذلك، وكما في قوله: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>