للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(لاحظ أن العنصر الجوهري في هذه الأفعال مختلف: فالمرافعة والجراحة هي «تطبيق» للمعرفة، أما الامتحانات فمن المفترض أنها «اختبار» للمعرفة.)

المسدس كالمطرقة، كلاهما أداةٌ معدنية من الممكن أن تستخدم في القتل، فلماذا يُباح تداول المطارق ويُحظر تداول المسدس؟

المستخدَمون أشبه بالمسامير، فالمسامير لا تؤدي فعلها ما لم تطرقها على رأسها، وكذلك المستخدمون.

العلم أشبه بالكعك، يَحْسُنُ أن تصيبَ منه جزءًا يسيرًا، فإذا أسرفتَ في تناوله أصاب أسنانك بالتسوس، كذلك العلم إذا أوغلتَ فيه وتبحرتَ أصاب عقلك بالجنون.

«الإنسان ليس جزيرة (منعزلة) … إلخ.» (دائمًا ما يُستخدم هذا الأنالوجي لتبرير رؤية جمعية أو تمرير أجندة اشتراكية أو شمولية، ولكن هذا بالطبع ما يكونه كل إنسان على التحقيق: الفرد فرد، يولد وحده ويموت وحده ويملك وحده امتياز الدخول إلى عالمه الذاتي الخبروي.)

تدفق الكهرباء أشبه بتدفق الماء، فكلما زاد سُمك السلك زاد التيار الكهربي المتدفق.

العقول كالأنهار، قد تكون عريضة (المجال)، وكلما كان النهر أعرض كان أكثر ضحالةً، إذن كلَّما زاد العقل اتساعًا زاد سطحيةً أو ضحالة!

إن لدينا قوانين نقاء الأطعمة، وقوانين سلامة الأدوية، فلماذا لا تكون لدينا قوانين تضمن نقاء أفلام السينما والروايات والقصص؟

الشعر أرقى من الرواية؛ لأن قارورة عطر واحدة أثمن من مائة شتلة من الفل. (يمكنك بنفس التشبيه أن تقول: نعم ولكن النزهة في مشاتل الفل هي أبهى وأبهج من حبسه في قارورة!) (١)


(١) أخذ الأستاذ العقاد بهذا الرأي في تفضيل الشعر على الرواية، وأتى في ذلك بتشبيهٍ معجب إذ يقول (في كتابه «في بيتي»): « … وما أكثرَ الأداةَ وأقَلَّ المحصول في القصص والروايات … إن الأداةَ في الشعر موجزة سريعة والمحصول مسهبٌ باقٍ، ولكنك لا تصل في القصة إلى مثل هذا المحصول إلا بعد مرحلة طويلة في التمهيد والتشعيب، وكأنها الخرنوب الذي قال التركي عنه، فيما زعم الرواة، إنه قنطار خشب ودرهم حلاوة!» ومن عجيب المصادفات، رغم ذلك، أن للأستاذ العقاد بيتين من الشعر هما بمثابة ردٍّ على هذا التشبيه نفسه بتشبيهٍ آخر: يقول الأستاذ العقاد (مستقصيًا المعنى كعادته):
ليست خلاصةُ كلِّ شيءٍ غُنيةً … عنه وإن كانت خلاصةَ ماهر
فالشهدُ وهو خلاصةُ الأزهار لا … يُغني العيونَ عن الربيع الزاهر

<<  <   >  >>