للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحق أننا مضطرون إلى التعميم في حياتنا العملية، ولا يَسَعُنا إلا التعميم إذا شئنا أن نفكر في أي شيء أو نتخذ أي قرار، ويبقى أن نتبع الأسلوب العلمي في استخلاص التعميمات، وأن نتجنب التعميم المتسرع جهد استطاعتنا، وأن نملك تعميماتنا ولا تملكنا؛ أي أن نجعل منها مجرد فروض عملٍ قابلة للمراجعة والتنقيح لا اعتقادًا دوجماويًّا صلبًا يأخذ علينا سُبُل التأمل ويسد علينا منافذ التفكير.

[ملاحظتان]

أحيانًا ما نضطر اضطرارًا إلى اتخاذ عينة صغيرة جدًّا، وذلك عندما لا تكون في حوزتنا غيرها، ومن الغبن أن يُتَّهم المرء بالتعميم المتسرع إذا كانت العينة المتاحة للدراسة محدودة جدًّا ولم يتَسَنَّ له أي مصدر آخر للمعلومات، كثيرًا ما يضطر علماء الكتابات القديمة مثلًا إلى استخلاص أصولها من عينات شحيحة للغاية مثل حجر رشيد، وكثيرًا ما يضطر علماء البيولوجيا مثلًا، وبخاصة علماء الحفريات، إلى دارسة عينة وحيدة عن حيوانٍ ما.

قد يُفضي التعميم المتسرع، شأنه شأن أي مغالطة أخرى، إلى نتيجة صادقة، ولا يَندُر أن تأتي نتيجة صادقة عن استدلال مغلوط، ولكن ما دام الاستدلال مغلوطًا فليس ثمة مبرر لقبول نتيجة قائمة على مثل هذا الاستدلال.

<<  <   >  >>