للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا كان التشديد، أو النبر، على كلمة «سواسية» فإنها تعني المساواة بين الناس على الإطلاق، أما إذا كان التشديد على كلمة «خُلِقوا» فقد توحي بضدها: أي بأن جميع الناس ليسوا الآن سواسية، بذلك يتيح النبر للناطق أن يومئ إلى السامع باستدلالٍ معين ثم يتنصلَ منه فيما بعد وينكر أنه قال ذلك!

[(٣ - ٣) الاجتزاء]

(الاقتباسات المنتزعة من سياقها/ النبر على عبارات أو فقرات من سياقٍ أعم.)

يُلحق بعض المناطقة تلك الاقتباسات بالنبر، باعتبار أن الاجتزاء أو الاقتباس المنبَتَّ عن سياقه يغير الارتكاز على نحوٍ مضلِّل، بينما يعده البعض مغالطة التباسٍ منفصلةً باعتبار أن ما يفعله فقدان السياق هو أكبر من ذلك: إنه السماح بعودة الغموض الطبيعي للكلمات لكي يؤكد نفسه، ذلك أن السياق، مثلما ألمحنا من قبل، هو قوام المعنى ومحدِّد القصد ومانع الالتباس، وفي غياب السياق يختلط حابل المعنى بنابله، ويمكن للمغالِط أن يأسر ما شاء من المقاطع «السائبة» ويرتكز عليها ويحمِّلها أي معنى يريد!

[أمثلة]

(١) في الحملة الانتخابية عام ١٩٦٦ م ادَّعى الجمهوريون أن ألجور، نائب الرئيس، قد قال «ليس هناك صلة مؤكدة بين التدخين وسرطان الرئة»، وإنه لقائلُها! غير أن سياق عبارته كالتالي: «بعض علماء شركات الدخان سوف يدَّعون بصفاقة أن ليس هناك صلة مؤكدة بين التدخين وسرطان الرئة … » غير أن الأدلة الراجحة المقبولة لدى الأغلبية الساحقة من العلماء تقول: «نعم، التدخين يسبِّب سرطان الرئة.»

(٢) في ظهر كتابه الأخير ادَّعى المؤلف فوسيدال أن سيدني بلومنثال يقول عنه: «يعتبره الكثيرون أنبه صحفيي جيله»، وهي عبارة منتزعة من سياقٍ ينتقد فيه بلومنثال المفكرين المحافظين ويقول، قاصدًا تسفيههم بمثال: «بين اليمنيين المحافظين فإن واحدًا مثل فوسيدال «يعتبره الكثيرون أنبه صحفيي جيله»

(٣) في إعلان للدعاية: تخفيضات تصل إلى ٩٠? (مع تكبير ٩٠? وتصغير «تصل إلى») أما إذا استعرضت السلع فسوف تجد أن ما «وصل» تخفيضه إلى تسعين بالمائة

<<  <   >  >>