للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفصل السادس والعشرون

مغالطة التأثيل

etymological fallacy

ثمة اعتقادٌ خاطئ يَقِر في أذهان الكثيرين مفاده أن المعنى الحقيقي لأي كلمة يجب أن يُلتمَس في الأصل التاريخي الذي أتت منه الكلمة، أو ما يُسمى في اللسانيات بالإتيمولوجيا أو «التأثيل» etymology، «والتعريف اليوناني لكلمة إتيمولوجيا يوضح هذا المفهوم: فهو تَفَتُّح الكلمات الذي من خلاله تبدو معانيها الأصلية جلية»، (١) هذا الاعتقاد بأن المعنى كلَّه قابعٌ في أصل اللفظة هو اعتقاد خاطئ فيه تبسيطٌ مفرِط لطبيعة اللغة ومنشئها وقوانينها المسيِّرة:

(١) من ذلك أن كلمة «فنان» تأتي من كلمة «فن» وهو اللون (في لسان العرب: قال أبو منصور واحدُ الأفنان إذا أردت بها الألوان فن)، قد تُلقي هذه المعلومة ضوءًا ما على استخدامنا الحديث لكلمة «فن» وكلمة «فنان»، غير أنه ضوءٌ شحيحٌ واهنٌ لا يُغني كثير غناء في دراستنا لمعنى الفن وفلسفته وتجلياته وتذوقه وتقويمه ووظيفته في الزمن المعاصر والأزمنة السالفة.


(١) لعل كلمة «تحقيق» أدق في ترجمة هذا المصطلح، لولا أنه يلتبس بتحقيق المخطوطات، فهو مشتق من الكلمة اليونانية etumos التي تعني «حق» أو «حقيقي» (د. محمد محمد يونس علي: مدخل إلى اللسانيات، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، ٢٠٠٤، ص ٦٣).

<<  <   >  >>