لا تخلو من حالات استثنائية محددة، من ذلك أن مبدأ «بطلان شهادة الشاهد بما سمع من الغير»(شهادة الرواية أو السماع عن الغير) hearsay testimony (أي أن الشهادة عن الغير لا تُقْبَل كدليل أو بينة) لا يسري إذا كان الطرف المروي عنه متوفى أو عندما يكون ناقل الشهادة يفعل ذلك ضد مصلحته الشخصية الأكيدة.
وفي محاورة يوثيديموس ينتزع سقراط من يوثيديموس، الذي يعتزم أن يصير رجل دولة، التزامًا أو تعهدًا بكثير من الحقائق الأخلاقية المتفق عليها:«من الخطأ أن تخدع»، «من الظلم أن تسرق» … إلخ، عندئذٍ يُقدِّم سقراط سلسلةً من الحالات الافتراضية التي تخرق المبدأ العام، فلا يجد يوثيديموس فكاكًا من أن يوافق على أنه قد يبدو أن من الصواب أن تخدع (لكي تنقذ مواطنيك)، وأن من العدل أن تسرق (لتنقذ حياة صديق) … إلخ.
[(١) أمثلة من مغالطة العرض المباشر accident]
سيارة الإسعاف التي عبرت الآن تستحق مخالفة لأنها كسرت الإشارة الحمراء.
لا شأن لي بنزيف أنفك، التعليمات صريحة: غير مسموحٍ لأي طالب بالذهاب إلى الحمام إلا بعد جرس الحصة.
لا يُسمح للسيارات بتجاوز حدود السرعة. سيارات الشرطة هي سيارات؛ إذن لا يُسمح لسيارات الشرطة بتجاوز حدود السرعة.
قَطع أجساد الناس بالسكين جريمة. الجرَّاحون يقطعون أجساد الناس بالسكين؛ إذن الجرَّاحون مجرمون.
«حسنًا ما قلتَ يا كيفالوس، ولكن لننظر في الفضيلة ذاتها، أي العدالة، فما هي؟ أهي الصدق في القول والوفاء بالدين فحسب؟ ألا ترى معي أن هذين الأمرين ذاتهما قد يكونان صوابًا أحيانًا وخطأً أحيانًا أخرى؟ لِنفرض أن صديقًا أودع لديَّ أسلحة، ثم أصيب بالجنون فيما بعد، أتراني ملزمًا بردها إليه؟ لن يقول أحد إنني ملزم بذلك، أو أنني أكون على حق لو فعلتُ ذلك،