بديه أن عمر الفكرة لا صلة له بنصيبها من الحق أو الصواب، وأن كون الشيء جديدًا هو أمر لا يضمن جودة ذلك الشيء، ويكفي أن نذكر أنه ما من فكرةٍ باليةٍ نرفضها اليوم باعتبارها هراءً باطلًا إلا وكانت فكرةً جديدةً في يومٍ من الأيام!
(٩) متى تكون الجِدةُ معيارًا صائبًا؟
الاحتكام إلى الجِدة، شأنه شأن غيره من المغالطات، قد يصح في بعض السياقات ويكون له ما يبرره: متى يصح الاحتكام إلى الجِدة؟ عندما تكون الجِدة ذات صلة بالجودة:
فلبن اليوم لا شكَّ أفضل من لبن الأمس لأنه طازجٌ لم تعمل فيه عوامل الفساد.
وعلوم العصر أصوبُ من العلوم القديمة؛ لأنها تُراكِم عليها وتُصحح أخطاءها.
ومدارِكُ الناس، من ثم، في زمننا أوسع بما لا يُقاس من مدارك الأسلاف في القرون الغابرة.