للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتجه مغالطة «عربة الفرقة» bandwagon إلى ميلنا الغرزي لأن ننضوي مع الحشد، ومفادها أنه ما دام عامة الناس تعتقد شيئًا ما أو تختار مسلكًا معينًا من الفعل، فلا بُدَّ أن يكون هذا الاعتقاد صحيحًا وأن يكون هذا المسلك أحق أن يُتَّبع.

وتأتي التسمية من «عربة الفرقة الموسيقية»: فقد كان المرشَّحون فيما مضى يستقلون، في حملاتهم الانتخابية، عربة كبيرة تتسع لفرقة موسيقية، ويجوبون المدينة، وكان الناس يُعبِّرون عن تأييدهم للمرشَّح باعتلاء العربة أو الصعود إلى ظهرها، ومنها تأتي عبارة «هلم إلى عربة الموسيقى»، «اقفز إلى العربة»، أي شارك الحشد وانضم إلى «الزفة»، التي صارت تعني الانضواء في أمرٍ ما بحكم شعبيته، ويمكن تجريد صورتها كالتالي:

الفكرة «ق» رائجة؛

إذن الفكرة «ق» صحيحة.

وفي مجال علم النفس يتحدث السيكولوجيون عن «أثر عربة الفرقة» (ظاهرة عربة الفرقة) bandwagon effect، وهي ظاهرة اجتماعية يشعر فيها الأشخاص بضغط الانصياع لموقف معين، أو رأي، عندما يدركونه على أنه موقف، أو رأي، الأغلبية في جماعتهم أو مجتمعهم.

وفي مجال الدعاية هناك ما يُعرف ب «تكنيك عربة الفرقة» bandwagon technique، ويتضمن الادعاء بأن أغلبية من الناس يتخذون موقفًا أو اعتقادًا ما؛ وذلك لكي يتسنَّى إقناعُ آخرين بتبنِّي ذلك الموقف أو الاعتقاد.

[أمثلة]

(١) الناس كلها، أو معظمها، تفضل الماركة «س». إذن عليَّ أيضًا أن أشتري الماركة «س».

(٢) «ثمانية مليون فرنسي لا يمكن أن يكونوا على خطأ.»

(٣) في يوم من الأيام كان أغلب البشر في بقاعٍ كثيرة من الأرض يعتقدون برسوخ أن الأرض مسطحة، أو أن الأرض هي مركز الكون، أو أن الشمس تدور حول الأرض، وقد تبين أن كل ذلك باطل.

<<  <   >  >>