للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هكذا فَعَل جاليليو حين أذعن للتفتيش وآثَرَ السلامة، وبقيت الأرض تدور في مِلَّته واعتقاده حيث لا تفتيش ثم ولا محاكم، وهذا ما لم يفعله جيوردانو برونو G.Bruno (١٥٤٨ - ١٦٠٠) من قبله، فقد ذهب برونو إلى أن هناك أنظمةً شمسية عديدة تسبح في فضاء لا نهائي، وهَدَّدته الكنيسةُ بالموت ما لم يغير آراءه، إلا أنه لم يرضخ لمنطق العصا، وآثر الموت حرقًا على الخازوق عام ١٦٠٠.

[أمثلة]

(١) ينبغي أن توافق على السياسة الجديدة للشركة، هذا إذا كنت تريد أن تحتفظ بوظيفتك.

(٢) هناك براهين وفيرةٌ على صدق الكتاب المقدس، وكل من يرفض التسليم بهذا الصدق سيكون مصيره العذاب.

(٣) أتعرف يا دكتور أدهم أني بحاجة إلى تقدير «ممتاز» في هذه المادة؟ يسرني أن أمُرَّ عليك فيما بعد لنتحدث في ذلك، إنني سأكون بجوار مكتبك على أيِّ حال أزور والدي، إنه عميدُ كليتك بالمناسبة، مع السلامة، أراك بخير.

يمكن تجريد مغالطة العصا في الصورة التالية:

اقبل الحجةَ «أ» وإلا فإن الحدث «س» سوف يحدث

الحدث «س» مؤذٍ أو مدمِّر أو مهدِّد

إذن الحجة «أ» حجة سديدة.

غنيٌّ عن البيان هنا أن القياس خاطئ بل عابِث، وأن انفعال الخوف أو الرعب الذي يثيره ليس من جنس الحجة ولا من عنصر البرهان، ومِن ثَمَّ فإنه لا يمس القضية التي يريد دَحضَها ولا تتقابل قرونهما في نِطاح، (١) لا معنى على الإطلاق لأن تفرض رأيًا


(١) الحق أن بعض المناطقة قد ذهب إلى أنه ما دام ضرب الخصم بالعصا ليس «حجة» أصلًا، فضلًا عن أن يكون «حجة مغالِطة»، فلا ينبغي أن تُدْرَجَ ال ad baculum بين المغالطات المنطقية، انظر في ذلك: John Woods and Douglas Walton: "ad baculum"، Grazer Philosophical Studies، ٢ (١٩٧٦)، pp. ١٣٣ - ١٤٠.

<<  <   >  >>