للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقع في «خطأ مقولي» category mistake، «إن عادة إقحام اعتبارات أخلاقية في عملية الحكم بين أعمال فنية معينة لن يكون لها ما يبررها، فليُقم الداعية الأخلاقي حكمًا على الفن ككل، وليقيض له ما يرى أنه مكانه الصحيح بين وسائل الخير، ولكن إذا كان المقامُ مقامَ أحكام إستطيقية؛ أي أحكام مقارنة بين أعضاء فئة واحدة، أي بين الأعمال الفنية بوصفها أعمالًا فنية، فليُمسك هذا الداعيةُ لسانه.» (١)

[(٣ - ٣) الفن والصدق]

جماعةُ القاهرة يظنون أن الصدق في الفن معناه قول الحقيقة!

أمين نخلة

إن في بُرديَّ جسمًا ناحلًا … لو توكَّأت عليه لانهدم

بشار (وكان ضخم الجثة!)

كَلَّفتمونا حدودَ منطقكم … والشعرُ يُغني عن صدقه كذبه

البحتري

يعلم دارسو الجماليات أن للفن صدقه، وأن الفن يوصف بالصدق والكذب، وأن الصنف الرفيع من الفن صادقٌ بالضرورة، ولكن «الصدق الفني» غير الصدق الوقائعي factual، ومن يخلط بينهما يقع في «خطأ مقولي» ثقيل، ثمة «حقيقة» يعبر عنها العمل الفني، غير أنها ليست من صنف الحقيقة التي نجدها في العلم أو الفلسفة، وإذا لم يتم التخلص من الخلط بين الحقيقة الفنية والحقيقة العلمية «ضاع الوضوح وأصبح الحديث أو


(١) المرجع السابق، ص ١١١.

<<  <   >  >>