للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو غير معروف أو غير مقبول بما هو معروف ومقبول، وفقًا لقاعدة «الأصل في البرهان أن يكون أوضح وأوثق معرفةً مما يُراد البرهنة عليه»، وكل ما يفعله الاستدلال الدائري هو أنه يقدم لنا مجهولين (أو أكثر) كلٌّ منهما مشغولٌ بتعقُّب ذيل الآخر! بحيث لا يتسنى له أبدًا أن يصل نفسه بالواقع.

[أمثلة]

(١) الروح جوهر بسيط لأنها خالدة، لا تتجزأ ولا تتحلل ولا تفسد. والروح لا بُدَّ لها مَنْ أن تكون خالدة؛ لأنها جوهر بسيط.

(٢) أنا لم أفعلها أيها المعلم، وزميلي عليٌّ يضمن لك صدقي. ولماذا يتعين عليَّ أن أثق بكلام عليٍّ؟ عليَّ؟! إنني الضامن لك أنه صادق أيها المعلم.

(٣) نحن نعرف عن طبيعة الرب وصفاته من الإنجيل. ونحن نعرف أن ثقتنا في الإنجيل مطلقة؛ لأنه مُوحَى به من الرب.

(٤) إنني أطلب منك أن تضطلع بهذه المهمة لأنني أُقدِّر كفاءتك. وكيف أعرف أنك تقدر كفاءتي؟ هل كنتُ أطلب منك أن تضطلع بمثل هذه المهمة لو لم أكن أقدر كفاءتك؟!

(٥) هذه اللآلئ السبع التي سرقناها سوف نقسِّمها على ثلاثتنا: خذ أنت اثنتين، وأنت اثنتين، وأنا آخذ ثلاثًا. ولماذا تستأثر لنفسك بثلاث؟ لأنني «الريس». وما الذي نصَّبك «ريسًا» علينا؟! لأن لَدَى كلٍّ منكما لؤلؤتين ولَدَيَّ ثلاث لآلئ أيها الغبي!

[(١ - ١) هل كل استدلال دائري هو مغالطة بالضرورة؟]

إذا نظرنا إلى المنطق الاستنباطي للقضايا فإن المصادرة على المطلوب («ق» إذن «ق») صائبةٌ استنباطيًّا، أين يكمن الخطأ إذن؟! ومتى تكون المصادرة على المطلوب أو الحجة الدائرية مغالطة؟

<<  <   >  >>