للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٢) مغالطة الانتقال غير المشروع من خصائص الأفراد أو العناصر إلى خصائص الفئة الكلية التي تضم هذه العناصر، مثال ذلك أن نقول «الباص يستهلك بنزينًا أكثر من السيارة الخاصة؛ إذن الباصات (كفِئَةٍ) أكثرُ استهلاكًا للبنزين من السيارات.»

بوسعنا أن نرد هذا الصنف من مغالطة التركيب إلى الخلط بين الاستعمال «الإفرادي» distributive والاستعمال «الجَمعي» collective للحدود العامة أو الكلية، الحق أننا نستخدم أحيانًا الأسماء العامة، أو حتى كلمة «كل» نفسها، ونقصد بها «كل فرد» من الفئة مُعتبَرًا على حدة، ونستخدمها أحيانًا أخرى ونعني بها «الفئة» ككل. نعم، الباصات تستهلك بنزينًا أكثر من السيارات الخاصة «إفراديًّا» distributively أي باعتبار كل باصٍ وكل سيارة على حدة، أما «من الوجهة الجمعية» collectively فالسيارات الخاصة أكثر استهلاكًا بكثير نظرًا لكثرتها العددية. تكمن المغالطة هنا في القول بأن ما يمكن إسناده إلى اللفظة الكلية على نحوٍ «إفرادي» يمكن إسناده إليها أيضًا على نحو «جمعي».

(١ - ١) متى يكون الانتقال من خصائص الأجزاء إلى خصائص الكل مشروعًا؟

الحق أن الانتقال بين خصائص الأجزاء وخصائص الكل يكون مشروعًا في كثير من الأحيان (وربما في أغلبها)، إنما نهدف من تحليل المغالطات إلى أن نضبط تفكيرنا في جميع الأحوال، وأن نقف على الأساس المنطقي الذي يجعل نقلتنا الاستدلالية صحيحة ويَزَعنا من النقلات الخاطئة في التأمل وفي الجدل، انظر إلى الأمثلة التالية وجميعها صائبةٌ في الانتقال من خصائص الأجزاء إلى خصائص الكل:

جميع أجزاء هذا الكرسي بيضاء؛ إذن هذا الكرسي أبيض.

جميع أجزاء هذا الجلباب قطنية؛ إذن هذا الجلباب قطني.

كل جزء من هذه الآلة حديدي؛ إذن هذه الآلة حديدية.

<<  <   >  >>