للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو جانب لا يُذكر من السلع، بينما الغالبية العظمى من التخفيضات هي أقل كثيرًا من ذلك.

(٤) حتى الصدق الحرفي يمكن أن يُستخدم للخداع بالنبر: كان قبطان إحدى السفن ممتعضًا من معاونه الأول الذي كان مخمورًا على الدوام أثناء العمل، فجعل يكتب كل يوم تقريبًا بسجل الأداء: «المعاون سكران اليوم»، فلما تَوَلَّى المعاون عملية التسجيل إذ كان القبطان مريضًا، فقد ثأر لنفسه وكتب في السجل: «القبطانُ غيرُ سكران اليوم!»

(٥) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} (النساء: ٤٣)، {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} (الماعون: ٤).

[(٣ - ٤) ألوان أخرى من النبر]

يعرف الموسيقيون وقائدو الأوركسترا أننا لو غيَّرنا الارتكازات في العزف لخلقنا لحنين مختلفين! ويعرف التشكيليون أننا لو غيرنا الارتكازات في اللوحة لخلقنا دلالتين مختلفتين، والنبر في الشعر أيضًا يُسمَّى «ارتكازًا» ictus إذ تتميز بعض المقاطع عن بعض بالشدة أو اللين (الارتفاع أو الانخفاض) ويكون ذلك ناشئًا عن احتشاد الجهاز الصوتي عند إخراج بعض المقاطع دون بعض، وفي عروض الشعر العربي يضطلع النبر بدورٍ مهم ما زال قيد الدراسة والبحث، وقد قدم الدكتور شكري عياد مشروع دراسة علمية بعنوان «موسيقى الشعر العربي» أفاض فيها في تبيان تأثيرات النبر على الوقع الموسيقي للشعر، (١) ويذهب الدكتور محمد النويهي في كتابه «قضية الشعر الجديد» إلى أن النبر يمكن أن ينشئ نظامًا جديدًا للعروض العربي، مثال ذلك أن في العروض العربي بحرًا شديد الارتباط بنظام النبر والتأثر به، وهو بحر المتدارك أو الخبب، فالنبر «يلوِّن» الإيقاع في بحر الخبب ويُخرجه من أسر النظام الكمي الدقيق، ويمضي الدكتور النويهي إلى أبعد من ذلك فيقول: إن هذا البحر ينقسم إلى قسمين عظيمين يكاد كل منهما يكون بحرًا مستقلًّا إذا استمعنا إلى النظام النبري الغالب فيه.


(١) د. شكري محمد عياد: موسيقى الشعر العربي، دار المعرفة، القاهرة، يوليو ١٩٦٨.

<<  <   >  >>