للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو يذهب مذهبًا يمثل جناحًا معينًا منها، والذي قد يختلف اختلافًا مهمًّا عن آراء الأجنحة الأخرى من نفس الطائفة.

[(٣) رجل القش المتطرف]

ويجري مجرى التبسيط أن ترمي الخصم بالتطرف وهو معتدل، وبالمطلقية وهو نسبي، والحق أن أمثل النماذج لرجل القش هو أن تهوِّل من موقف الخصم وتزيحه من الأواسط إلى الأطراف، ذلك أن المواقف المتطرفة أسهل في التفنيد لأنها لا تسمح باستثناءات، انظر إلى هذا الطيف من المواقف:

كل «أ» هو «ب».

معظم «أ» هو «ب».

بعض «أ» هو «ب».

بعض «أ» ليس «ب».

معظم «أ» ليس «ب».

لا أحد من «أ» هو «ب».

الأطراف هنا هي: «كل «أ» هو «ب»»، «لا «أ» هو «ب»»، هذه المواقف هي الأيسر تفنيدًا، ولا يلزم لتقويضها إلا «مثال مضاد» counterexample واحد، مثل هذه القضايا الكلية هي عادة كاذبة (ما لم تكن «أ» و «ب» مرتبطتين بالتعريف)، وذلك بحكم طبيعة العالم وتكوينه، وتزداد صعوبة هذه القضايا في التفنيد تدريجيًّا حتى تبلغ أوج الصعوبة في أوسطها: «بعض «أ» هو «ب»»، «بعض «أ» ليس «ب»»، فلِكي تفند إحدى هاتين القضيتين يتعين عليك أن تثبت أحد الطرفين: «لا «أ» هو «ب»» أو «كل «أ» هو «ب»» على الترتيب، المتطرفون إذن هم القائلون بمذاهب تبدأ ب «كل» أو «لا أحد»، فالمتطرفون في قضية الإجهاض مثلًا هو القائلون: «كل إجهاض مباح.» أو «كل إجهاض حرام.» من هنا دأبت مغالطة رجل القش على مهاجمة الأفكار أو الاتجاهات في صورتها المتطرفة حيث هي أضعف ما تكون.

قد يكون رأي الخصم «تعميمًا مقيَّدًا» (أو مشروطًا) qualified generalization فتأخذه أنت مأخذَ «التعميم المطلق» absolute generalization؛ لكي تسهِّل على نفسك

<<  <   >  >>