هكذا استخدم أعضاء الحكومة البريطانية حجة «إثبات التالي» affirming the consequent، والتي تَبيَّنَ خطؤها في ٧ يوليو ٢٠٠٥، أما الطرف الآخر، أنصار الحريات المدنية، فقد حاجُّوا بأنه لا حاجة لبريطانيا إلى قوانين جديدة لأن الإرهابيين لا يستهدفون سوى الولايات المتحدة، وكان تبريرهم لذلك هو أنه لو كان الإرهابيون معنيين بمهاجمة بريطانيا لحدثت هجماتٌ إرهابية، وهو ما لم يحدث:
إذا كان الإرهابيون مَعْنِيِّين ببريطانيا لَحدثَتْ هجماتٌ إرهابية،
لم تحدث هجمات إرهابية؛
إذن الإرهابيون غيرُ معنيين ببريطانيا.
وهو أيضًا مثال ل «إثبات التالي» affirming the consequent الذي تَبَيَّن خطؤه في السابع من يوليو ٢٠٠٥.
[(١) أمثلة أخرى لمغالطة إثبات التالي]
إذا كنتُ في الإسكندرية فأنا في مصر. أنا في مصر؛ إذن أنا في الإسكندرية.
إذا كانت الطاحونة تلوث مياه النهر لزادت حالات موت الأسماك. حالات موت الأسماك في ازدياد؛ إذن الطاحونة تلوث مياه النهر. (من الواضح أن موت الأسماك يمكن أن يحدث لأي سبب آخر، كاستخدام المبيدات الحشرية.)
أنت تكذب في قولكَ، وأنت لا تجيد الكذب فيحمر وجهك دائمًا عندما ترتكبه، وها هو وجهك متورد وأنت تتحدث.
إذا سقط المطر لَابْتَلَّ الرصيف. الرصيف مبتل؛ إذن لا بُدَّ من أن يكون المطر قد سقط. (قد تكون البلدية قد غسلت الرصيف للتو!)