للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالمشكلة هنا هي وجود افتراض مضمر مُفادُه أن «أ» فقط هي التي يلزم عنها «ب»، وهو افتراض لم يَرد في القياس، ذلك أن قياس الحجة يترك الاحتمالات مفتوحة لأشياء أخرى يلزم عنها «ب». يمكن أن يُترجم هذا إلى الصورة التالية:

إذا «أ» إذن «ب»،

إذا «ج» إذن «ب»،

«ب»

إذن «أ».

وهو كما ترى قياس بيِّن الخطأ، ولا يصح عكس القضية الشرطية إلا إذا أخذت صورة: إذا - وفقط إذا - «أ» إذن «ب» if، and only if، A then B.

•••

يندر أن ينخدع أحدٌ بهذه المغالطة حين تأتي في صورةٍ صارخة فجة، غير أنها قد تخفى على أفطن الناس عندما تأتي متسربلةً بنصوصٍ جليلة أو مشحونة بعواطف قوية، وكثيرًا ما نصادف هذا الخطأ المنطقي في الإعلانات التليفزيونية والخُطب السياسية:

إذا كنتَ فتًى رياضيًّا جذابًا قوي الشخصية فسوف ترغب في شراء سيارة BMW.

وباقي القياس مضمر تقديره:

أنت ترغب في شراء سيارة BMW.

أنت، إذن، فتًى رياضي جذاب قوي الشخصية.

ومن الثابت المسجل تاريخيًّا أن كلا الطرفين في المناقشات عن الإرهاب في بريطانيا قبل تفجيرات ٧ يوليو ٢٠٠٥ كانا يستخدمان هذه المغالطة، فقد كان بعض أعضاء الحكومة البريطانية يُحاجُّ بأن القوانين البريطانية المضادة للإرهاب كافية لمنع أي هجمات إرهابية، ومن حيث إنه لم تحدث هجماتٌ إرهابية في بريطانيا، إذن القوانين البريطانية المضادة للإرهاب كافية:

إذا كانت القوانين المضادة للإرهاب كافية فلن تحدث؛ إذن هجمات إرهابية،

لم تحدث هجمات إرهابية؛

إذن القوانين المضادة للإرهاب كافية.

<<  <   >  >>