verification كافٍ للبرهنة على صحة النظرية، والاستنتاج في هذه الأحوال لا يكون صحيحًا إلا في الحالة التي نجزم فيها بأن هذه النظرية وحدها هي التي تفسر حدوث هذه النتائج، وفيما عدا ذلك لا يكون الاستنتاج مفيدًا لليقين.» (١)
يرى البعض أن هذا في حقيقة الأمر هو أساس المنهج العلمي: فإذا كانت النظرية العلمية «أ» يلزم عنها التنبؤ «ب»، فإن كل ملاحظة صادقة للتنبؤ «ب» تزيد من احتمال صدق النظرية «أ»:
إذا صَدَقَت النظرية «أ» لَوُجِد التنبؤ «ب»،
التنبؤ «ب» موجود؛
إذن النظرية «أ» صادقة.
وهو كما ترى مأزق حقيقي تقع فيه نظرية «التحقيق» verification (أو التأييد confirmation) فمهما جمعنا من ملاحظات عن «ب» التي تلزم عن «أ»، فسوف يظل هناك احتمال قائم أبدًا بأن تأتي الملاحظة القادمة مكذِّبةً للنظرية «أ».
•••
والآن انظر إلى الحُجة التالية:
إذا كان شيءٌ ما إنسانًا فهو إذن فان.
سقراط إنسان؛
إذن سقراط فان.
إنها بالطبع حُجة صائبة تمامًا ولا غبار عليها البتة، ولكن انظر إلى الحجة القادمة التي يتم فيها عكس القضية والمضي من إثبات التالي إلى البرهنة على المقدَّم:
إذا كان شيء ما إنسانًا فهو فانٍ،
سالي فانية؛
إذن سالي إنسان.
(١) عبد الرحمن بدوي: «المنطق الصوري والرياضي»، ص ٢٤٦.