للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

داخل هذه الشرنقة المعنوية جامدة خامدة، لا تتحول ولا تتكيف، ولا تنمو ولا تتطور.» (١) ويقول أ. حسام الخطيب: «إن اللغة العربية غير مخدومة لغويًّا وعلميًّا وتربويًّا وإعلاميًّا، وإنها تحتاج إلى جهود علمية-عملية حتى تنتقل من عبء نفسي عند مستخدميها إلى بهجة ويسر ودافع إيجابي.» (٢) ويقول الأستاذ إبراهيم اليازجي: «اللغة بأهلها، تَشِبُّ بشبابهم وتهرم بهَرَمِهم، وإنما هي عبارة عما يتداولونه بينهم، لا تعدو ألسنتهم ما في خواطرهم، ولا تُمثل ألسنتهم إلا صور ما في أذهانهم … ولذلك فإن كان ثمة هرمٌ فإنما هو في الأمة لا في اللغة؛ لأن ما عرض لها من الهجر والإهمال غير لاحقٍ بها ولا ملحقٍ بها وهنًا وعجزًا، وإنما هو عجزٌ في ألسنة الأمة ومداركِها وتأخرٌ في أحوالها واستعدادها.» (٣)

اللغةُ، جوهريًّا، استعمال، منشأ اللغة الاستعمال، واستواء اللغة بالاستعمال، وتطور اللغة في الاستعمال، تموت اللغة حين تَهجر اللسان، نحن لا نستعمل العربية، وبمنطق «النبوءة المحقِّقة لذاتها» فإننا نهملها فتذبل، ونستصعبها فتصعب، ونجفوها فتشحب وتنسحب، ولا يزال الناعي الكاذب ينعب حتى يَصدُق نعيُه!


(١) ساطع الحصري: في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقومية، بيروت، ١٩٨٥، ص ٧٤.
(٢) حسام الخطيب: اللغة العربية، إضاءات عصرية، القاهرة، ١٩٩٥، ص ٤.
(٣) إبراهيم اليازجي: اللغة والعصر، منشور ضمن كتاب «حصاد الفكر العربي الحديث، في اللغة العربية»، إعداد لجنة من الباحثين، مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت، ١٩٨١، ص ٢٩٧ - ٢٩٩.

<<  <   >  >>