العبد كذلك وأنوار الصدق عليه متراكمة، ومراتب الحقائق فيه منتصبة، وروحه قد سارت فى مواكب «١» التوفيق؟! فلو شاهدت سرائرهم وقد وصلت إليه فروّاها من نسيم قربه، وزوّدها من طرائف علمه المكنون، وَفِي «٢» ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ.
ثم بكى طويلا وقال: يا ذا النون «٣» ، أين من أسرجت بواطنه بحبّ الله؟ أين من ظهر على جوارحه نور خدمة الله فشهد شواهد الهيبة عطاياه فحمد الله؟ أين من شهد القرب فلم يتحرك؟ أين من راقب الرّبّ فى سرائره؟ أين من دامت بمعاملته ظواهره «٤» ؟ أين من نطق بعلم القرب منه «٥» ؟ أين من شرب بكأس المحبة؟ أين من عرف الطريق؟ أين من نطق بالتحقيق؟ أين من أدنى فلم يبرح؟ أين من شوّق فلم يفرح؟ أين من سقى فباح؟ أين من بكى فناح؟ أين من ألف فشغل؟ أين من وصل فغنم؟ أين من لزم فأخبر؟ أين من صلح فأحضر؟ أين من رضى فقنع؟ أين من صبر فاقتنع «٦» ؟ أين من بكى بعويل؟ أين من صرخ بغليل»
؟ أين من رضى فطاب؟ أين من شوّق فذاب؟ أين من شفّه الوداد؟ أين من جدّ باجتهاد؟ أين من همّه الحبيب؟
أين من دهره غريب «٨» ؟ أين من طالع المكشوف؟ أين من أمر بالمعروف؟ أين