وقال منصور بن عمّار: قدمت مصر، ووعظت فى الجامع العتيق يوما واحدا، وحضر الليث رضى الله عنه فى ذلك اليوم، فلما فرغت قال لى:
من أين أنت؟ قلت: من بغداد. قال: وما تريد؟ قلت: ألف دينار. فقال:
هى لك علّى. ثم أنزلنى فى داره، فلما عزمت على السفر دفع لى الألف دينار وقال لى: صن هذه الحكمة التى آتاك الله. ثم دفع لى بنو الليث ألف دينار أخرى «١» .
وقال أبو الفتح: دخلنا «٢» على مالك بن أنس فقال: من فقيهكم؟
فقلنا «٣» : الليث بن سعد. فقال: جزاه الله خيرا، كتبنا له فى قليل عصفر «٤» نصبغ به ثياب الصغار، فأرسل إلينا ما صبغنا منه نحن وجيراننا وأصحابنا «٥» ، وبعنا الباقى بألف دينار.
وقال أبو محمد بن أبى القاسم: قيل للّيث بن سعد «٦» : أمتع الله بك يا إمام، إنّا نسمع منك ما ليس «٧» فى كتبك! فقال: أو كلّ ما فى صدرى فى كتبى؟ لو كان كذلك ما وسعه هذا المركب!
وقال «٨» أبو عبد الله محمد بن أحمد: قال أبو جعفر المنصور للّيث: