وقال: أين التوقيع الذي فى يدك؟ فأبرزه له، فلما «١» رآه السلطان غضب غضبا عظيما وقال: كأنّه- والله خطّى! ثم أمر بقطع يد الرّجل. فقال القاضى:
يا مولانا، نريد من فضلكم أن تكتبوا لنا خطّكم بجانب خطّه حتى نرى ما بينهما من الفرق. فقال السلطان: نعم. ثم رقم اسمه، فلما رآه الفاضل قال: لا إله إلّا الله!! كان باطلا فصار حقّا، إن الله تعالى قد أذلّ قلمه وأعزّ قلمك، وما كان لك أن تكتب شيئا ولا تمضيه.
فتبسّم السّلطان وعفا عن الرجل، كلّ ذا بلطف من القاضى.
وقد وصفه العماد الأصفهاني فى كتاب الخريدة، وقال فى حقه:«ربّ القلم والبيان، واللّسن واللّسان، والقريحة الوقّادة، والبصيرة النّقّادة «٢» ، والبديهة المعجزة، والبديعة المطرّزة، والفضل الذي ما سمع من الأوائل «٣» ، فهو كالشريعة المحمدية التى نسخت الشرائع، ورسخت بها الصّنائع، يخترع الأفكار، ويفترع «٤» الأبكار، ويطلع الأنوار، ويبدع الأزهار، وهو ضابط الملك بآرائه، ورابط السّلك بآلائه، إن شاء [أنشأ]«٥» فى اليوم الواحد، بل فى السّاعة الواحدة، مالو دوّن لكان لأهل الصّناعة خير بضاعة.
أين قسّ «٦» عند فصاحته؟ وأين قيس فى مقام حصافته «٧» ، ومن