للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحدث والجنب جميعًا (١).

ثانيًا: من السنة:

٢٧ ـ عن عبد الرحمن بن أبزي (٢) رضي الله عنه: أن رجلاً أتى إلى عمر بن الخطاب فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء، فقال: لا تصل، فقال عمار (٣): أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا، فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت (٤) في التراب وصليت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك»، فقال عمر: اتق الله يا عمار، قال: إن شئت لم أحدث به، فقال عمر: نوليك ما توليت (٥) (٦).


(١) المجموع (٢/ ١٦٦).
(٢) هو: عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي مولاهم، اختلف في صحبته، وقد جزم بصحبته البخاري وخليفة ابن خياط والترمذي وأبو حاتم وابن حجر وغيرهم، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر وعمار وعلي وغيرهم.
انظر: التاريخ الكبير (٥/ ٢٤٥)، تهذيب التهذيب (٦/ ١٢١).
(٣) هو: عمار بن ياسر بن عامر العنسي، أبو اليقظان، حليف بني مخزوم، كان من السابقين الأولين هو وأبواه، هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، استعمله عمر على الكوفة، وقتل مع علي بن أبي طالب بصفين سنة (٨٧ هـ).
انظر: أسد الغابة (٤/ ١٣٩ ـ ١٤٦)، الإصابة (٤/ ٥٧٥).
(٤) التمعك: التقلب والتمرغ في التراب. لسان العرب (١٠/ ٤٩٠).
(٥) أي: لا يلزم من كوني لا أتذكره أن لا يكون حقًا في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحديث به. فتح الباري (١/ ٥٤٥).
(٦) أخرجه البخاري في كتاب التيمم، باب المتيمم هل ينفخ فيهما [صحيح البخاري (١/ ١٢٩) حديث (٣٣١)]، ومسلم ـ واللفظ له ـ في كتاب الحيض، باب التيمم [صحيح مسلم (١/ ٢٨٠، ٢٨١) حديث (٣٦٨)].

<<  <   >  >>