للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويضيف د/ السقا بعدًا تاريخيًا نقديًا جديدًا يوضح فيه الأبعاد الحقيقية في كتابة التوراة الحالية فيقول: إن موسى عليه السلام لما كتب التوراة قرأها على بنى إسرائيل وشرح نصوصها شرحًا وافيًا في عبر الأردن في أرض موآب ابتدأ موسى يشرح هذه الشريعة قائلًا ... إلخ (١).

وأوصى إذا ما مَلَك ملِك علي بني إسرائيل أن "يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين فتكون معه ويقرأ فيها كل أيام حياته لكي يتعلم أن يتقى الرب إلهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض ليعمل بها" (٢).

وأمر الكهنة أن يقرؤوا التوراة في نهاية كل سبع سنوات في "عيد المظال" (٣) " وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لآوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل وأمرهم موسى قائلًا: في نهاية السبع سنين في ميعاد سنة الإبراء في عيد المظال ... تُقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائيل في مسامعهم" (٤).

ثم بعد ذلك وضع النسخة الأصلية بجوار التابوت أي أنه كان تابوت وكان صندوق خاص للتوراة بجانب التابوت وهذا ما يفهم من قول التوراة "فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلًا: "خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهدًا عليكم" (٥)، فقوله: "بجانب تابوت عهد الرب" يفيد أن التوراة الرسمية وضعت خارج التابوت في مكان خاص، وكان في التابوت كتاب العهد مكتوبًا على لوحين من الحجر، وكان فيه عصا هارون عليه السلام وكان فيه قسط المن الذي نزل على بنى إسرائيل في سيناء مع "السلوى" (٦) تذكارًا لكرم الله وفضله (٧).


(١) تثنية: (١/ ٥) الأمر بمغادرة حوريب.
(٢) تثنية: (١٧/ ١٨ - ١٩) أحكام خاصة بالملك.
(٣) هو: آخر الأعياد السنوية الكبرى التي كان يطلب فيها من كل رجل في بني إسرائيل أن يظهر أمام الرب في الهيكل وثاني أعياد الحصاد (قاموس الكتاب المقدس ص ٥٨٦).
(٤) تثنية: (٣١/ ٩ - ١١) قراءة التوراة.
(٥) تثنية: (٣١/ ٢٤ - ٢٦) التنبؤ بتمرد شعب إسرائيل.
(٦) هى: طيور ترحل من أفريقيا في الجنوب إلي الشمال في أسراب كثيرة العدد جدًا وقد أرسل الله كمية كبيرة من هذه الطيور إلى محلة العبرانيين ليأكلوا لحمها بعد أن تذمروا على سيدنا مرسى (قاموس الكتاب المقدس ص ٤٨١)
(٧) خروج: (١٦/ ٣٣ - ٣٤) المن والسلوى.

<<  <   >  >>