كتاب التلخيص الحبير - ط أضواء السلف

موازنة بين كتاب (التمييز) وأصله (البدر المنير) - ثالثا: أوهام وقع فيها الحافظ ابن حجر -رحمه الله-. - ج: المقدمة - ص: 69

* حديث: "الختَانُ سُنَّةٌ في الرِّجالِ مَكْرُمةٌ للنِّساءِ".

خرَّجه الحافظُ ابن حجر -رحمه الله- ثمّ قال (١): "قلت: وله طريق أخرى من غير رواية حجاج؛ فقد رواه الطبراني في "الكبير" والبيهقي من حديث ابن عباس مرفوعًا، وضعّفه البيهقي في "السنن".

وقال في "المعرفة": لا يصحّ رفعه.

وهو من رواية الوليد، عن ابن ثوبان، عن ابن عجلان، عن عكرمة، عنه، ورواته موثّقون إلَاّ أنّ فيه تدليسًا".

يشير إلى الوليد المذكرر ظنًّا منه أنّه (ابن مسلم)، وهذا وَهْمٌ منه، إنّما هو الوليد بن الوليد العنسي الدّمشقي، كما صَرَّحَ به الطّبراني والبيهقي، وهو صدوق.

وهذا تَبعَ فيه ابن الملقن (٢) حيث قال: "رواه الطِّبراني في أكبر معاجمه" والبيهقي في "سننه" من حديث الوليد بن [مسلم] (٣) عن ابن ثوبان. . .".

* حديث أبي موسى الأشعري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في الفتنة: "كسِّرُوا فِيهَا قِسِيَّكُمْ، وَأَوْتَارَكُمْ وَاضْرِبُوا سُيُوفَكُمْ بِالْحِجَارَةِ". . .".

---

(١) التمييز (رقم ٥٩٨٧).
(٢) البدر المنير (٨/ ٧٤٤).
(٣) تصرَّف محقِّقا "البدر المنير" (المجلد الثّامن) هنا تصرُّفًا غيرَ لائق، فغيرا (الوليد بن مسلم) إلى (بن الوليد) اعتمادًا منهما على الطّبراني والبيهقي مع اعترافهما في الهامش بأنه في نسخة كتاب "البدر المنير" (ابن مسلم)، وهذا لا يليق، بل اللاّنق بهما أن يثبتاه كما هو، ويُبَيّنَا وجه الصّواب بالهامش إلاّ (ذا كان عندهما في نسخة أخرى على الصّواب، فليُبَيّنَا ذلك. والله أعلم.