للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيء إلى نفسه (١). ولنا: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة: «إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» (٢) وما ذكروه غلط فإن أجزاء الشيء تضاف إليه كيد الإنسان ورأسه وأطرافه» (٣).

تحليل الاستدراك:

لا يعتبر الحنفية تكبيرة الإحرام جزءًا من الصلاة، فاستدرك ابن قدامة (٤) على قولهم بدليل يرد ذلك، وبنقض ما اعتمدوا عليه.

أما الدليل فهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرّف الصلاة بأنها تسبيح وتكبير وقراءة قرآن، فجعل التكبير من ماهية الصلاة، ومن التكبير تكبيرة الإحرام، فعُلم أنه جزء منها لمّا قامت عليه ماهيتها.

أما نقض معتمدهم - وهو أن جزء الشيء لا يُضاف إليه - فقرر أنها مقدمة باطلة فإن يد الإنسان تُضاف إليه، وهي جزء منه، وكذا رأسه وأطرافه.


(١) يُنظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، عثمان بن علي الزيلعي، (١/ ٢٧٠).
(٢) قطعة من حديث، واللفظ في مسلم بـ (هو) بدل (هي): (٢٤٢)، ك المساجد، ب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة، رقم (٥٣٧).
(٣) المغني، موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، (٢/ ١٣١، وما بعدها).
(٤) هو: أبو محمد، عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بْن قدامَة، الْمَقْدِسِي، ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي، موفق الدين، الْفَقِيه الزَّاهِد شيخ الْإِسْلَام، صنف فِي أصُول الدّين وأصول الْفِقْه واللغة والأنساب والزهد وَالرَّقَائِق، منها: المغني، والكافي والمقنع كلها في الفقه الحنبلي، والروضة، والبرهان في مسألة القرآن. توفي سنة ٦٢٠ هـ.
[يُنظر: الذيل على طبقات الحنابلة، عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي، (٣/ ٢٨١). و: المقصد الأرشد، (٢/ ١٥)].

<<  <   >  >>