للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب (١): «أكثر ما في الإقناع (٢) والمنتهى (٣) مخالف لمذهب أحمد ونصه» (٤).

بل إن القرافي استدرك على طريقةٍ في نسبة الأقوال والآراء شاعت في الكتب الفقهية بقوله: «وأضيفُ الأقوال إلى قائلها إن أمكن؛ ليعلم الإنسان التفاوت بين القولين بسبب التفاوت بين القائلَين، بخلاف ما يقول كثير من أصحابنا: (في المسألة قولان) من غير تعيين، فلا يدري الإنسان من يجعله بينه وبين الله تعالى من القائلَين، ولعل قائلهما واحد، وقد رجع عن أحدهما، فإهمال ذلك مؤلمٌ في التصانيف» (٥).

كما دعا بعض الفقهاء إلى سلوك منهج الاستدراك على نسبة الأقوال والآراء، من ذلك ما جاء عن أبي شامة (٦) بعد أن ذكر اختلاف نقل الشافعية لنصوص الشافعي، مع


(١) هو: محمد بن عبد الوهاب بن سليمان الوهيبي التميمي، من بيت علم كبير، تلقى بداية علمه في العيينة وسافر من نجد إلى مكة للحج وتردد على علماء مكة، ثم توجه إلى المدينة وأخذ فيها عن المحدث محمد حياة سندي وعبد الله بن إبراهيم السديري ثم رحل البصرة ولازم محمد المجموعي، ولي قضاء حريملاء، دعا إلى تصحيح العقيدة وصفاء التوحيد، وتعهد له أمير الدرعية محمد بن سعود بالمنعة والنصر لدعوته، له: كتاب التوحيد، ومختصر السيرة النبوية، ومختصر الإنصاف والشرح الكبير، وغيرها، وتخرج عليه علماء أكابر، توفي سنة ١٢٠٦ هـ.
[يُنظر: تاريخ نجد، حسين بن غنام، (٨١). و: علماء نجد خلال ثمانية قرون، (١/ ١٢٥).].
(٢) للحجّاوي.
(٣) لابن النجّار الفتوحي.
(٤) مقدمة حاشية ابن قاسم على الزاد، عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، (١/ ١٧).
(٥) الذخيرة، (١/ ٣٨).
(٦) هو: أبو شامة، عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي، أبو القاسم، شهاب الدين، مؤرخ، محدث، باحث، ولي بها مشيخة دار الحديث الأشرفية، له: كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، مختصر تاريخ ابن عساكر، إبراز المعاني في شرح الشاطبية، الباعث على إنكار البدع والحوادث. توفي سنة ٦٦٥ هـ.
[يُنظر: طبقات الشافعية، (٢/ ١٣٣). و: الأعلام، (٣/ ٢٩٩)].

<<  <   >  >>