للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن غازي: كيف يثبت الاجتهاد لشيوخه كابن عبد السلام (١)،

وينفيه عن ابن القاسم بعبارة فظيعة، مع أنه شيخ هداية المالكية (٢).

وقال أحمد بابا: «ولا ريب في إمامة ابن القاسم في الحديث، وناهيك بثناء النسائي (٣) عليه فيه» (٤).

تحليل الاستدراك:

يستدرك ابن غازي على ابن عرفة الخلل في نسبة مرتبة الاجتهاد إلى من هو دون ابن القاسم في المرتبة العلمية، مع نفيها عنه، ويستدرك التنبكتي على مُعتمد ابن عرفة في هذه النسبة - وهو أنه ضعيف في الحديث - بثناء النسائي على ابن القاسم فيه.

النموذج الثالث:

في (الاتجاهات الفقهية): لما ذكر أن من أبرز ما اتُهم به أبو حنيفة هو أن القياس عنده أجل من الحديث لدرجة تقديمه على الحديث عند التعارض، قال: «ولسنا بصدد تفصيل هذا الاتهام أو تفنيده، فسوف يأتي هذا في موضعه، ولكنا نجمل القول هنا بأن المذهب الحنفي كغيره من المذاهب السنية في اعتبار الحديث والأخذ به، وإذا وجدت


(١) هو: أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الهواري التونسي، قاضي الجماعة بها وعلمائها، أدرك جلة من الشيوخ وأخذ عنهم كالمعمر بن هارون، وابن جماعة، وتخرج عليه جماعة كابن عرفة وابن حيدرة، وابن خلدون، وله شرح على مختصر ابن الحاجب الفرعي، تولى القضاء، وتوفي سنة ٧٤٩ هـ.

[نيل الابتهاج مع الديباج المذهب، (٢٤٢). و: شجرة النور الزكية، (١/ ٢١٠)].
(٢) يُنظر: نيل الابتهاج مع الديباج المذهب، (٣٥٢). و: الفكر السامي، (٢/ ٢١٣).
(٣) أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، صاحب السنن، من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، ونقد الرجال، وحسن التأليف، جال في طلب العلم في خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن، أخرج من دمشق لما ذكر فضائل علي - رضي الله عنه -، توفي سنة ٣٠٣ هـ.
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (١٤/ ١٢٥). و: طبقات الشافعية الكبرى، (٣/ ١٤)].
(٤) نيل الابتهاج مع الديباج المذهب، (٣٥٢).

<<  <   >  >>