للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحصيل، وربما كبا جواد قلمه في مضمار البيان، والإنسان غير معصوم من الخطأ والنسيان، فطالما حداني ذلك أن أقيد مطلقاته، وأضبط مرسلاته، وأفصل مجملاته، وأصحح معتلاته» (١).

وفي (حاشية الرهوني) بعد أن ذكر عمل ابن سودة وبناني في حاشيتهما على الزرقاني: « ... لكنه بقيت فيه مواضع يحتاج إلى التنبيه عليها، لم تقع منهما إشارة إليها، اعتقدها الطلبة من كلامه (٢) صحيحة؛ لأنه سكت عنها من ميّز سقيمه من صحيحه (٣). كما أنهما - رضي الله عنهما - اعترضا كثيرًا من مسائله الصحاح، ونسباه فيها إلى الخطأ الصّراح» (٤).

وفي (منهاج الطالبين): « ... وكذا ما وجدتَه من الأذكار مخالفًا لما في (المحرر) وغيره من كتب الفقه فاعتمدْه؛ فإني حققتُه من كتب الحديث المعتمدة» (٥).

وفي (التنقيح المشبع): «وأن أتكلّم على ما قطع به (٦)، أو قدّمه أو صححه، أو ذكر أنه المذهب، وهو غير الراجح في المذهب، وما أخل به من قيد أو شرط صحيح في المذهب، وما حصل في عبارته من خلل أو إبهام أو عموم، أو إطلاق، ويستثنى منه مسألة أو أكثر حكمها مخالف لذلك العموم أو الإطلاق» (٧).

من هذه النصوص وغيرها تحصّل لي أن تصحيح الخطأ على جنسين:

- تصحيح كلي.


(١) (١/ ٦).
(٢) أي من كلام الزرقاني.
(٣) أي المُحشّيان: ابن سودة وبناني.
(٤) مع حاشية كنون، (١/ ٣).
(٥) (١/ ٧٧).
(٦) أي موقف الدين بن قدامة في المُقنع.
(٧) مع حاشية المرداوي على التنقيح وحاشية الحجاوي على التنقيح، (١/ ٢٩).

<<  <   >  >>