للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه» (١). وهو حديث صحيح سبق بيانه. قال: ويجوز لغيره لأنه ليس بنجس عنده، ولو بال في إناء ثم صبه في ماء أو بال في شط نهر ثم جرى البول إلى النهر قال: يجوز أن يتوضأ هو منه لأنه ما بال فيه بل في غيره، قال: ولو تغوط في ماء جاز أن يتوضأ منه لأنه تغوط ولم يبل، وهذا مذهب عجيب، وفي غاية الفساد، فهو أشنع ما نقل عنه، إن صح عنه رحمه الله» (٢).

وهذا من قبيل التطرف في تطبيق المنهج - وهو هنا التمسك بظاهر النص - دون مراعاة الجزئيات وباقي النصوص، والمقاصد.

النموذج الخامس:

في (صحيح مسلم): «عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى (٣) عَنْ أَبِيهِ (٤)

أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً. فَقَالَ: لاَ تُصَلِّ. فَقَالَ عَمَّارٌ (٥): أَمَا


(١) هذا لفظ الترمذي في: جامعه، (١/ ١١٠)، أبواب الطهارة، ب كراهية البول في الماء الراكد، رقم (٦٨).
(٢) (١/ ٤٢).
(٣) هو: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم الكوفي، يروي عن أبيه، وهو مقل، من علماء الكوفة، ثقة من الثالثة.
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (٤/ ٤٨١). و: تهذيب الكمال، (١٠/ ٥٢٤). و: تقريب التهذيب، (٣٨٢)].
(٤) هو: عبد الرحمن بن أبزي الخزاعي مولى نافع بن عبد الحارث، صحابي صغير، له رواية، وفقه، وعلم سكن الكوفة واستعمل عليها، وهو الذي استخلفه نافع بن عبد الحارث على أهل مكة حين لقي عمر بن الخطاب بعسفان، وقال: إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض. وولي خراسان لعلي. قال الذهبي: عاش إلى سنة نيف وسبعين فيما يظهر لي.

[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (٣/ ٢٠١). و: تهذيب الكمال، (١٦/ ٥٠١). و: تقريب التهذيب، (٥٦٩)].
(٥) هو: أبو اليقظان، عمار بن ياسر بن عامر بن مالك، العنسي المكي مولى بني مخزوم، أحد الأعيان البدريين، وهو وأبوه وأمه من السابقين، وأمه: هي سمية مولاة بني مخزوم، من كبار الصحابيات أيضا، وهي أول من استشهد في الإسلام، وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين. وهو ممن عذب في الله. وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان، قُتل يوم صفين على يد الفئة الباغية سنة ٣٧ هـ.
[يُنظر: أسد الغابة، (٤/ ١٣٩). و: سير أعلام النبلاء، (١/ ٤٠٦)].

<<  <   >  >>