للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُخَالِفٌ لِلْحَدِيثِ (١)،

فَإِنَّهُ عَامٌّ فِيمَنْ لَهُ حِزْبٌ وَغَيْرُهُ، فَلِلَّهِ دُرُّ الْمُصَنِّفِ حَيْثُ تَرَكَ التَّقْيِيدَ» (٢).

تحليل الاستدراك:

فالاستدراك هنا على تخصيص حالة من له حزبٌ من عموم استحباب القراءة بهذه السور في الشفع بدون مخصص، مع مخالفته لعموم الحديث ونقل الأئمة.


(١) رُوي من عدة طرق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في وتره بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص: ١]، يقرأ في كل ركعة من ذلك بسورة.
منها ما رواه الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الوِتْرِ: بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فِي رَكْعَةٍ رَكْعَةٍ». [جامع الترمذي، (١/ ٤٧٧)، أبواب الوتر، ب ما جاء ما يُقرأ في الوتر، رقم (٤٦٢). وقال المحقق د. بشار معروف: «وهذا حديث حسن الإسناد صحيح المتن»].
وقال الترمذي: «وفي الباب عن علي وعائشة وعبد الرحمن بن أبزى عن أبيّ ن كعب، ويروى عن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -».
وقال: «وَالَّذِي اخْتَارَهُ أَكْثَرُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَنْ بَعْدَهُمْ أَنْ يَقْرَأَ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ ذَلِكَ بِسُورَةٍ». [جامع الترمذي، (١/ ٤٧٧)].
ومن طرقه يُنظر مثلاً:
سنن أبي داود، (٢/ ٢٥٢ - ٢٥٣)، باب تفريع أبواب الوتر، ب ما يُقرأ في الوتر.

وسنن النسائي، (٣، ٢٣٥ - ٢٣٦)، ك قيام الليل وتطوع النهار، ب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي بن كعب في الوتر، وَ: ب ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس في الوتر).
وسنن ابن ماجه، (٢/ ٢٤٦ - ٢٤٩)، أبواب إقامة الصلوات والسنة فيها، ب ما جاء فيما يقرأ في الوتر.
(٢) (١/ ٣١٠).

<<  <   >  >>