للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وقد آثرتُ أن أجمع بين الكتب الخمسة ... وهي (المدونة) (١) و (الجواهر) (٢) و (التلقين) (٣) و (الجلاب) (٤) و (الرسالة) (٥)، جمعًا مرتبًا بحيث يستقر كل فرع في مركزه، ولا يوجد في غير حيزه، على قانون المناسبة في تأخير ما يتعين تأخيره، وتقديم ما يتعين تقديمه من الكتب والأبواب والفصول، متميزة الفروع، حتى إذا رأى الإنسان الفرع فإن كان مقصوده طالعه وإلاّ أعرض عنه، فلا يضيع الزمان في غير مقصود» (٦).

وفي (منهاج الطالبين) تصريح بهذا المظهر - أيضًا -: «وقد أُقدم بعض مسائل الفصل لمناسبةٍ أو اختصار، وربما قدمتُ فصلاً للمناسبة» (٧). يعني على خلاف ترتيب (المحرّر).

من نص القرافي والنووي تبدو فوائد هذا المظهر الاستدراكي، وهي النشاط في مراجعة الفروع، وتسهيل مهمة الباحث عن الفرع، وحفظ الوقت، والحفاظ على التسلسل الفكري المنطقي في تدوين المسائل، وهذا الأخير يظهر في عبارة النووي «لمناسبة ... »، وقول القرافي: «على قانون المناسبة ... ».

ويُضيفُ صاحب (عقد الجواهر الثمينة) فائدة لهذا المظهر وهي حفظ المذهب من الضياع، فقال: «أما بعد، فهذا كتاب بعثني على جمعه في مذهب عالم المدينة ... ما رأيت عليه كثيرًا من المنتسبين إليه في زماننا من ترك الاشتغال به والإقبال على غيره، حتى لقد صار ذلك دأب كثير ممن يرى نفسه أو يُرى من المتميزين ... ولم أستمع من أحد منهم، ولا بلغني عنه أنه كره منه سوى تكريره


(١) للإمام مالك بن أنس.
(٢) هو عقد الجواهر الثمينة لابن شاس.
(٣) لعبد الوهاب البغدادي.
(٤) يعني كتاب التفريع للجلاب.
(٥) لابن أبي زيد القيرواني.
(٦) الذخيرة، (١/ ٣٥ - ٣٦)
(٧) (١/ ٧٥).

<<  <   >  >>