للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعدم ترتيبه ... فصرفهم عدمُ اعتناء أئمة المذهب بترتيبه عن استفادة ما اشتمل عليه من تحقيق المعاني النفيسة الدقيقة، واستنباط الأحكام الجارية على سنن السلف الصالح بأحسن طريقة ... فكانوا كالمعرض عن المعاني النفيسة لمشقة فهمها، والمضرب عن الجواهر الثمينة لتكلف نظمها» (١).

تطبيقاته:

النموذج الأول:

كتب محمد بن الحسن، حيث جمع فيها شتات الفقه الحنفي، وهذّبه ورتبه (٢).

النموذج الثاني:

ترتيب ابن شاس لمسائل المذهب المالكي في (عقد الجواهر الثمينة)، وقد تقدم كلامه قريبًا.

النموذج الثالث:

كتاب (خبايا الزوايا)، رتّب فيه بعض مسائل (شرح الرافعي للوجيز) و (الروضة) وقال: «وبعد فهذا كتاب عجيب وضعه، وغريب جمعه، ذكرت فيه المسائل التي ذكرها الإمامان الجليلان: أبو القاسم الرافعي في (شرحه للوجيز) وأبو زكريا النووي في (روضته) - تغمدهما الله برحمته - في غير مظنتها من الأبواب، فقد يعرض للفطن الكشف عن ذلك فلا يجده مذكورا في مظنته، فيظن خلو الكتابين عن ذلك وهو مذكور في مواضع أخر منها، فاعتنيت بتتبع ذلك فرددت كل شكل إلى شكله، وكل فرع إلى أصله، رجاء الثواب، وقصد التسهيل على الطلاب، مع أن الإحاطة بهذه العقود الثمينة متعينة؛ فإنها أحق من غيرها بالذكر كما ستراها - إن شاء الله تعالى - مبينة» (٣).


(١) عقد الجواهر الثمينة - قسم التحقيق، (١/ ٣).
(٢) يُنظر: المذهب الحنفي - مراحله وطبقاته، ضوابطه ومصطلحاته خصائصه ومؤلفاته، أحمد بن حمد بن نصير الدين النقيب، (١/ ١١٣).
(٣) محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي، (٣٦).

<<  <   >  >>