للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المظهر الثاني: التبويب.

وهو تقسيم المصنَّف على أبواب وفصول، لتتميّز مسائل كل باب؛ ليُهتدى إليها في البحث بسهولة، ووقت أقل.

ومن تطبيقاته:

تبويب (مسند الإمام أحمد)، فإنه وإن آثر مصنفه ترتيبه على المسانيد - وهذا فيه نفع من الناحية الحديثية -، ولكن يكتمل النفع - فقهيًّا - منه بتبويبه على أبواب الفقه.

قال صاحب (الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني): «نعم! إن ترتيب (المسند) على مسانيد الصحابة كان مفيدًا في القديم ... وكان الناس إذ ذاك لهم اعتناء شديد بحفظ الأحاديث، فكان الرجل يحفظ مسند الصحابي كما يحفظ السورة من القرآن ... أما الآن - وقد صار اعتماد الناس على الضبط الكتابي - فقد وقف ذلك حائلاً دون الانتفاع بكتاب عظيم وأصل كبير ... لا يصل إلى جواهر مكوناته إلا الحفاظ الأثبات من رجال الحديث» (١). إلى أن قال: «واستعنت بتوفيق الله - تعالى - ومعونته في تأليفه وتنقيحه وترتيبه» (٢).

المظهر الثالث: التلقيب.

والتلقيب هو تصيير الباب أو الفصل أو المسألة ذا لقب.

والتلقيب من مكملات النفع من المادة العلمية، حيث تُعرَف به رؤوس المسائل لكل مجموعة من المادة العلمية، مما يُسهل مهمة الباحث عن مسألة، فيتوجه إليها مباشرة، بدلاً من مراجعة قدر كبير لا يمُتّ لبحثه بصلة.


(١) ... مع بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني، كلاهما لأحمد عبد الرحمن البنا المشهور بالساعاتي، (١/ ١١ - ١٢).
(٢) السابق، (١/ ١٣).

<<  <   >  >>