للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث قال: «بحيث إني لم أترك من هذه الكتب الأربعة (١) إلا المآخذ والتقسيم والشيء اليسير من مسائل الأصول، مما لا يكاد الفقيه يحتاجه» (٢).

المظهر السادس: اختصارُ المُطوّلات.

والفرق بين هذا المظهر والذي قبله، هو أن الاختصار هنا قد يستلزم حذفًا أو إعادة صياغة، وفي كلا الأمرين فإن العمل المُستدرَك عليه لم يخرج عما وضع له، أما في المظهر السابق فهو لا يستلزم إعادة صياغة، بل يكتفي بحذف ما خرج عما وضع له المؤلَّف.

وهنا تبرز أهمية عمل منقحي ومهذّبي المذاهب، حيث اختصروا دواوين المذاهب، وجمعوها بعبارات وجيزة، فإنه لما كثرت الدواوين في المذهب الواحد وتشتتت فيها الفروع، احتِيج إلى مراجعة هذه الدواوين وجمعها وتلخيصها في مكان واحد.

قال د. محمد إبراهيم علي: «إن أمهات المذهب ودواوينه كثرت فيها التخاريج والآراء، وتعددت الاصطلاحات ... ومن ثم كان لا بد من أن يقوم علماء المذهب (٣) بمهمة الضبط، وتجديد التلخيص، والتهذيب، حتى تتحد الصور، وينسجم التعبير ... » (٤).

تطبيقاته:

النموذج الأول:

كتاب (التفريع) (٥) عند المالكية.


(١) وهي التي اعتمدها في تأليفه، وهي: الإفادة للقاضي عبد الوهاب، والإشارة للباجي، وكلام ابن القصار في تعليقه في الخلاف، والمحصول لفخر الدين الرازي.
(٢) الذخيرة، (١/ ٥٥).
(٣) يعني المذهب المالكي.
(٤) اصطلاح المذهب عند المالكية، محمد إبراهيم علي، (٢٠٤).
(٥) لابن الجلاب البصري.

<<  <   >  >>