للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال د. محمد إبراهيم علي: «فكتاب (التفريع) مثلاً عرف بالمختصر، وهو في الحقيقة من المختصرات الجامعة التي تتناول عددًا ضخمًا من المسائل المندرجة تحت أبواب الفقه كلها بصورة شاملة وبصيغة موجزة. ولعل تسمية مثل هذا التهذيب مع شموله واتساعه اختصارًا إنما هو بالنسبة للدواوين التي سبقته، والتي كانت تضم الكثير والكثير من السماعات والروايات، والأقوال المترادفة والمتعارضة أحيانًا» (١).

النموذج الثاني:

(الوجيز) للغزالي (٢)، حيث قال الغزالي فيه: «فإن أنت تشمَّرتَ لمطالعتها (٣)، وأدمنت مراجعتها، وتفطنت لرموزها ودقائقها، والمرعيّةِ في ترتيب مسائلها، اجتزأت بها عن مجلدات ثقيلة، فهي على التحقيق إذا تأملتها قصيرة عن طويلة، فكم من كلم كثيرة فضلَتْه كلمٌ قليلة» (٤).


(١) اصطلاح المذهب عند المالكية، (٢٠٤).
(٢) هو: أبو حَامِد مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الطُّوْسِيّ، الشَّافِعِيّ، الغَزَّالِي، زَيْنُ الدّين، فيلسوف، متصوف، لاَزمَ إِمَامَ الحَرَمَيْنِ، فَبَرع فِي الفِقْه فِي مُدَّة قَرِيْبَة، وَمَهَر فِي الكَلاَمِ وَالجَدَل، حَتَّى صَارَ عينَ المنَاظرِيْنَ، وَأَعَادَ لِلطَّلبَة، تولي التدريس في نظامية بغداد. له: إحياء علوم الدين، وتهافت الفلاسفة، والمستصفى من علم الأصول، والبسيط والوسيط والوجيز. توفي سنة ٥٠٥ هـ
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (١٩/ ٣٢٢). و: طبقات الشافعية، (١/ ٢٩٣). و: الأعلام، (٧/ ٢٢)].
(٣) يظهر من السياق أن ضمير الغيبة المؤنث يرجع إلى القواعد والفروع التي حواها الوجيز.
(٤) الوجيز في فقه الإمام الشافعي، محمد بن محمد بن محمد الغزالي، (١/ ١٠٧).

<<  <   >  >>